“وطن مُتَخَيَّل”.. معرض للسوري كيفورك مراد في بيروت

شام تايمز -متابعة

أراد الفنان السوري، كيفورك مراد أن يعيد تشكيل بلده في رحيله الطويل، فلملم أجزاءه، وعناصره، وصُوَر حياته، وحشرها في لوحات على طبقات، وفي بعض تجهيز، مؤلفاً مجموعة من الأعمال الفنية المختلفة الأحجام والألوان وأساليب التعبير ومكث في ضيافة غاليري “تانيت” في بيروت معرضاً حاملاً عنوان “وطن مُتَخَيَّل” أو “وطن خيالي” (Imaginary Homeland).

عناصر المعرض مروحة واسعة من الأشياء والصور الواقعية، الحقيقية التي تتصل بفكرة الهجرة، كالزورق، والحنين: كل ما يمت بصلة للذاكرة، من أشخاص، وأشياء، اضطر أن يكدّسها أشكالاً وألواناً فوق بعضها، طبقات طبقات لعل اللوحة تستطيع استيعاب كل الأفكار والأشياء التي أراد الاحتفاظ بها تخفيفاً عن نفسه وطأة الرحيل والانسلاخ.

بعض الأعمال ازدحمت فيها تخيّلات مؤثرة منها زراعة بلاده، وجنى عرق أهلها، وقُدِّمت هذه الأعمال في سلسلة من 24 لوحة صغيرة ملونة تعكس شعور علاقة الانسان بالأرض، تُكرم في جانب منها دورات الحصاد، والجنى، مُظهرةً كيف تُلهم الأرض الفنان، وكيف يساعدها الإنسان على الازدهار، واكتملت بلوحتين كبيرتين تحت عنوان: زمن الحصاد.

وتحضر العمارة الحلبية في أعمال مراد، لتعرف بها، وفي ثناياها علامات البلى والجهد والحنان، وإعادة تخيّل منازل الطفولة التي هُجرت أو حُوّلت. أشكال أبنية مستوحاة من المباني التاريخية في حلب، رموز لما يدوم: دفء المطبخ، وانسياب الخط القديم، وراحة تهويدة (Lullaby) عفا عنها الزمن.

بعض الأعمال مستمدة من قصة أسطورية لقديس عاش يوماً ما على قمة عمود قرب حلب، يُعتبر مجنوناً في حياته وقديساً في مماته، ويُعرف بالتراث المسيحي بالقديس سمعان الذي أصبح عموده مزاراً كما في كل الأمكنة الأخرى المماثلة، وجد الفنان فيه رمزاً للصمود والطقوس والإيمان.

ترافق المعرض مع عرض سمعي بصري من 20 دقيقة، وضعه مراد بالتعاون مع الموسيقي كِنان عظمة، تضمن تجليات انطباعية عما يعرف بـــ “الثورة السورية” وتداعياتها، فيما يعتبرانه توثيقاً لبعض عناصر التاريخ السوري الحديث، وانعكاسه في عواطفهما بطريقة شبه تجريدية.

شاهد أيضاً

نسخة سينمائية جديدة من ملحمة تولستوي “الحرب والسلم”

شام تايمز – متابعة تستعد السينما الروسية لإطلاق نسخة جديدة من “الحرب والسلم”، الرواية الخالدة …