شام تايمز – متابعة
في معرض “ما تبقى” في “غاليري المشربية للفن المعاصر” بالقاهرة، تبحث الفنانات المصريات؛ فاطمة أبو دومة وفرح المعتصم وميلاني بارطميان في ثيمة أساسية تتعلّق بتذكّر الماضي ومحاولة النجاة منه، ضمن تعبيرات ومعالجات متعدّدة.
تجمع الأعمال بين الخصوصية الثقافية والشخصية لكلّ فنانة، وما تقتبسه من الأرشيفات والوثائق، لمقاربة مفاهيم الذاكرة والهوية والمكان عبر ثلاث مساحات مترابطة: الثابتة، والانتقالية، والمتخيّلة، وبالرغم من الاختلاف في الأفكار بينهنّ إلّا أن مناخاً عاماً يشتركن فيه.
تتنوّعُ وسائطُ المعماريةِ وأستاذةِ الفن فرح المعتصم بين التصوير الفوتوغرافي، والكولاج، والسرد المكاني، في سعيها لتوثيق الفضاءات الحضرية وتقاطعاتها مع الثقافة المادية للمكان، وإظهار الطبقات المتعدّدة للمدينة التي تمزج بين الذاكرة الشخصية لسكّانها وبين تاريخهم الجمعي، والعلاقة بين الطبيعة والمعمار والبشر.
وتعكس أعمالها الأشياء الثابتة والمألوفة والمعتاد عليها في البيت، كما تحتوي على المنسوجات المطرزة ومشغولات وأغراض تنتمي إلى الصعيد في الجنوب المصري، لتمنح إحساساً بالعودة إلى الجذور.
من جهتها، تتعامل الفنانة فاطمة أبو دومة مع الحيّز الذي تتفاعل في داخله المرأة، والتحديات التي تواجهها في محيطها، وما تختبره من حالات نفسية مختلفة، وكذلك الحفاظ على البيئة ونظامها الحيوية، من خلال استعادة الأرشيف الذي توظّفه في رسوماتها وأعمالها الطباعية والتجهيز والفوتوغرافيا. وتلفت أعمالها الانتباه إلى ما يجري إهماله وتهميشه غالباً، فتبرز بعض النباتات والأعشاب التي تنمو من تلقاء نفسها، وتطرح أيضاً تساؤلات عن النظرة إلى المكان، والملكية، وأخلاقيات الأرشفة.
أما الفنانة والكاتبة الأرمنية ميلاني بارطميان، فتتمحور أعمالها حول موضوع التهجير الذي كرّست له العديد من المعارض السابقة، إذ تلجأ إلى المساحة المتخيّلة، التي تعوضّها بمجموعة من البطاقات البريدية المفترضة كُتبت عليها عبارة تشير إلى الفقد والحنين، بالإضافة إلى فيديو منزلي مركب، إذ يُعاد بناء التاريخ العائلي من الغياب، ويصبح الخيال وسيلة لملء الفراغ، واستذكار مَن فُقدوا من الأسرة والأقارب.
شام تايمز الإخباري رؤية لسورية أجمل