شام تايمز ـ حلب ـ أنطوان بصمه جي
تختلط أصوات الأمل بذكريات التحديات، حيث اجتمع 102 شاباً وشابة في باحة كنيسة “بيت إيل” التابعة لطائفة الأرمن البروتستانت بحلب، يحملون بين أيديهم أدوات قد تكون مفتاحاً لمستقبل اقتصادي أكثر إشراقاً.
في مشهد يعكس التضافر بين المجتمع المدني والديني، شهدت الكنيسة مساء اليوم الاثنين توزيع معدات إنتاج متخصصة على خريجي الدورة الخامسة من برامج التدريب المهني، في خطوة تهدف إلى تحويل المعرفة النظرية إلى مشاريع ملموسة تدعم سبل العيش.
معدات تُشعل فرص العمل
بالتعاون بين مجلس كنائس الشرق الأوسط وجمعية Herk in Actie ، جاءت المبادرة لدعم خريجي تسعة تخصصات مهنية شملت صيانة الحواسيب والهواتف، الخياطة، تركيب أنظمة الطاقة الشمسية، الحلاقة الرجالية والنسائية، صناعة الحلويات، المكياج، والعناية بالأظافر. وتهدف المبادرة إلى تمكين المستفيدين، معظمهم من الأسر الأكثر احتياجاً، من إطلاق مشاريع صغيرة تُسهم في تعافي المجتمع اقتصادياً، وتُقلص معدلات البطالة التي تفاقمت خلال السنوات الماضية.
أدوات صغيرة لمشاريع كبرى
في حديث لـ”شام تايمز” أكد القس الدكتور هاروتيون سليميان رئيس طائفة الأرمن البروتستانت، أن المبادرة تخطو خطوة أبعد من التدريب التقليدي، مضيفاً أن الأدوات ليست مجرد هدايا للمستفيدين بل جسر لزراعة بذور لمشاريع اقتصادية مستدامة
وأضاف أن التركيز على تخصصات قابلة للتسويق محلياً، مثل الطاقة الشمسية وصيانة الحواسيب والموبايلات، يأتي استجابة لاحتياجات السوريين في ظل الظروف الراهنة.
الربط بين التدريب والسوق
من جانبها، أوضحت ماريا بوزقه ليان منسقة البرنامج، أن اختيار المعدات خضع لدراسات ميدانية مع التركيز على ما يتناسب مع السوق المحلية ويمنح الخريجين فرصة تنافسية.
وأشارت إلى أن البرنامج شمل تدريبات على ريادة الأعمال لإدارة المشاريع بشكل مستدام، مع متابعة المستفيدين خلال الأشهر القادمة لضمان نجاحهم.
أصوات الخريجين: من اليأس إلى الأمل
بين عدد من المستفيدين، عن تحول في مسار حياتها بعد تعلمتهم لحرفة خاصة، وحصولهم على أدوات الإنتاج للبدء في مشاريعهم الصغيرة.
خطوة على طريق التعافي
في وقت تسعى فيه سوريا لإعادة بناء ما دمرته الحرب، تظل مثل هذه المبادرات علامة على أن إشعال شمعة صغيرة قد يضيء دروبا بأكملها. وبالتالي تصبح هذه المشاريع النواة الأولى لاقتصاد محلي يتنفس مجدداً.