الفقرُ يوحدنا.. سايكس بيكو ينهار خجلاً من مأساتنا!

رئيس التحرير: حيدر مصطفى

كان لبنان مضرب مثل لدى السوريين، عند الدلالة على تردي الأوضاع المعيشية وغياب القرار الصائب، وعدم القدرة على مجاراة الأوضاع الاقتصادية والأزمات. ويسجل التاريخ أن سورية كانت أكثر البلاد العربية رخصاً ووفرةً واكتفاءً، لكنها لم تعد كذلك اليوم.

الحدود الواهية بين سورية ولبنان اضمحلت، ليس بفعل انتهاء سايكس بيكو ولا بسبب الحكمة السياسية لحكومات النأي بالنفس اللبنانية، ولا للتحركات الشعبية أو المواقف الهادفة، بل اضمحلت أمام سوء الحال والانهيار المالي لكلا الشعبين.

الأوضاع صارت مماثلة، الاكتفاء من الغذاء والدواء والرفاهية صارت ضرباً من ضروب الجنون في كلا البلدين، لا تداول في سوق العقارات بالنسبة لمحدودي الدخل والفقراء، يبيعون فقط ولا يشترون، سوق السيارات أيضاً صار لأبناء الطبقة المترفة بالنسبة للسوريين، وانضم إليه سوق الموبايلات.

كلُ شيء في كلا البلدين صار حلماً، وقوائم الضرائب لم تبقي على شيء خارجها، وحتى المثل الشعبي السائد “الحكي بلا جمرك” صار بمثابة عبث وكلام بلا نفع.

بواقعية يمكن القول إن الفن السائد حالياً هو فن قتل الأمل، وكلا الشعبين يرزحان تحت وطأة ثقافتي الطوبرة والجمرك، أي أن مواطني البلدين يدفعون الثمن مرتين، مرة بأسعار مضخمة لخدمات وبضائع رديئة، ومرة بهدر الوقت والإرهاق على أبواب الانتظار.

ورغم ذلك تستمر الحياة، فالصمود ليس خياراً بالنسبة لهم، بل أمر واقع يفرض عليهم، وسط غياب الفرص وسطوة الحصار والحروب والتدخلات الخارجية، وانسداد أبواب السفر وغباشة الأفق، لاسيما امام أجيال عديدة من الشباب المرهق والعاطل من وعن العمل.

شاهد أيضاً

وزارة الدفاع: هدفنا الوصول إلى جيش متطور يعتمد على المتطوعين

شام تايمز – متابعة أكد اللواء “أحمد يوسف سليمان” المدير العام للإدارة العامة في وزارة …