ولادة ناجحة للمشروعات

مع ظهور الحاجة إلى خلق أساليب مختلفة لدعم المؤسسات الصغيرة الناشئة، وتوفير جميع وسائل الرعاية من أجل رفع فرص نجاحها  فقد نشأت فكرة (الحاضنات) في بداية ثمانينات القرن الماضي، وهي فكرة مستوحاة من الحاضنة التي يتم وضع الأطفال فيها فور ولادتهم من أجل تخطي صعوبات الظروف الخاصة المحيطة بهم، وذلك عن طريق تهيئة كل السبل من أجل رعايتهم، ثم يغادر الوليد الحاضنة بعد أن يتأكد أخصائي الرعاية من صلابته وقدرته على النمو والحياة الطبيعية وسط الآخرين.

فالحاضنة هي منظومة عمل متكاملة توفر كل السبل من مكان مجهز مناسب تتوفر فيه جميع الإمكانات المطلوبة لبدء المشروع الجديد وتنميته، وتدار هذه المنظومة عن طريق إدارة متخصصة تقدم جميع أنواع الدعم اللازم لنجاح المشروعات الصغيرة، وتقدم الحاضنة الدعم المالي والفني والإداري لهذه المشروعات، وهو أسلوب يساعد المشروعات الصغيرة الناشئة في التغلب على المشاكل التي تؤدي إلى فشلها وعجزها عن الوفاء بالتزاماتها وبخاصة في مرحلة إقلاعها الأولى.

وعادةً ما يتم إنشاء حاضنات الأعمال بهدف تقليل التكاليف المرتبطة بإقامة مشروعات الأعمال مع زيادة فرص هذه المؤسسات في تحقيق النجاح، بالإضافة إلى تحقيق الترابط والاتصال فيما بين المشروع الناشئ وكل من المؤسسات القائمة والجامعات ومراكز البحث والخبراء العاملين في نفس المجال، والأهم من ذلك كله هو زيادة معدلات النجاح وتدعيم الابتكارات وتشجيع الأفكار المتميزة وتوفير الشروط اللازمة لتأمين (ولادة ناجحة للشركات).

وتتنوع الحاضنات من حاضنات مكانية إلى أخرى افتراضية وحاضنات ربحية وأخرى غير ربحية ومنها الحاضنات العامة والأكاديمية بالإضافة للحاضنات التخصصية ضمن أفكار ومشاريع محددة.

وفي جميع الأحوال فإن إقامة مشاريع جديدة ناجحة تشكل أهم ركائز النمو الاقتصادي كونها تحسن من مستوى استغلال رأس المال وتفعيل قنوات الإنتاج والتشغيل والعمالة، وهذا ما تحتاجه سورية اليوم أكثر من أي وقت مضى بعد تداعيات اقتصادية بفعل الأزمة  التي مرّت بها، ولعل مبادرة غرفة تجارة دمشق في إنشاء حاضنة للأعمال التجارية وجائزة ريادة الأعمال في إطار المركز الوطني لريادة الأعمال الذي أطلقته الغرفة مؤخراً سيكون خطوة متقدمة من قبل المنظمات الداعمة للأعمال في تحقيق أهداف الانتعاش الاقتصادي وتأمين أعلى درجات النجاح للشركات الجديدة.

 

كتبه: د. عامر خربوطلي

شاهد أيضاً

عنق الزجاجة

بلغة بسيطة يفهمها الجميع المطلوب من الاقتصاد السوري أن يخرج من عنق الزجاجة التي دخل …