جديد تطوير المشروعات

يتزايد الحديث عن تطوير المشروعات في سورية والعالم وتتنوع الوصفات والحلول.

ومن المفاهيم الجديدة التي أصبحت من ضرورات تطوير المشروعات نذكر:

(هندسة القيمة- وتكلفة النشاطات وتسويق الخدمات ونظرية (Z) في الإدارة والحوكمة- قياس مخاطر الأعمال وإدارتها- المحاسبة التفاوضية- إدارة التكلفة- تحليل SWOT – التدريب المعرفي- الميزة التنافسية- رأس المال المعرفي (الإبداع والابتكار) وإعادة هندسة العمليات (الهندرة).

وجميع هذه المفاهيم الجديدة وغيرها أصبحت عصب نجاح الشركات وتعظيم عوائدها في جو من المنافسة والعولمة.

الهندرة وتحليل swot:

يعتمد نجاح المشروعات اليوم وبخاصة الصغيرة منها على عاملي الإبداع والابتكار الذين تم تعريفهما دولياً بأنهما (رأس المال المعرفي) وهما قاعدة قيام المشروعات الصغيرة والمتوسطة SMEs . فإذا كان الإبداع هو تحسين وتطوير ما هو موجود فإن الابتكار هو كسر ما هو موجود لخلق شيء جديد.

فقيمة المؤسسة أو الشركة اليوم تتوزع بين التالي:-

رأس المال البشري

رأس المال المعرفي

التدريب المعرفي التعليم المستمر الإبــداع الابتكـار

إعادة هندسة العمليات (الهندرة)

وبالتالي فإن ما يعطي للشركة ميزتها التنافسية هو (البقاء + النمو + الاستمرار).

ونظراً لأهمية المعرفة في تطوير الشركات فقد نشأ ما أصبح يُعرف (بالهندرة) أو إعادة هندسة العمليات باتجاه تحقيق أعلى درجات الكفاءة.

إن ما كان يُعرف سابقاً بعوامل الإنتاج التقليدية (الأرض- رأس المال- التنظيم- العمل) لم يعد يشكل سوى 20% من عوامل الإنتاج على حساب مفاهيم وعوامل جديدة لا غنى عنها لنجاح الشركات مثل (المعلوماتية- التنافسية- إدارة الوقت …) فهي التي تشكل اليوم 80% من عوامل الإنتاج ونجاحها هو الذي يؤدي لنجاح المؤسسة.

لقد كانت الخطة تعرف تقليدياً بالمعادلة التالية:-

(الأهداف + السياسات+ وسائل تحقيق الأهداف)، أما الآن وبدءاً من عام 1997 فقد تم إلغاء مفهوم الخطة التقليدي على مستوى الشركات والمؤسسات وتم اعتماد مفهوم (الإستراتيجية) والتي تتناول:-

البيئة الداخلية للمنظمة

البيئة الخارجيــة

نقاط القـوة نقـاط الضعف الفرص التهديدات

وهذا ما أصبح يعرف اليوم بتحليل (SWOT) الذي لا غنى عن القيام به اليوم لأي شركة أو مؤسسة أو منظمة تسعى لمعرفة واقعها الحقيقي وتحاول تطوير عملها من خلال بناء استراتيجيات مختلفة اعتماداً على البيئتين الداخلية والخارجية.

دراسات الجدوى:

لقد طرأ تطوير كبير على دراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع الجديدة وأصبحت تنقسم إلى مجموعات متداخلة ومترابطة ومتسلسلة من الدراسات وليس دراسة واحدة حسب التالي:-

  • جدوى الجوانب البيئية (الأنظمة – التشريعات …. ).
  • جدوى الجوانب القانونية (القوانين- نوع الشركة ….) .
  • جدوى الجوانب التسويقية (فجوة الطلب – الفرق بين العرض والطلب).
  • جدوى الجوانب الفنية.
  • جدوى الجوانب المالية.
  • جدوى الجوانب الاجتماعية (عمالة – تطوير).
  • جدوى الجوانب الاقتصادية (من وجهة نظر الدولة).
  • جدوى إدارة المخاطر (وقد أضيفت منذ عام 1995 عالمياً على مراحل إعداد الدراسة، وأصبحت جزءاً أساسياً منها).

منظم المشروع:

إن رأس المال البشري هو النواة لنجاح المشاريع الصغيرة ولكن ينجح المشروع لابد أن تأتي فكرة المشروع من منظم المشروع ويكون قانعاً بها ومتحمساً لها، ويمكن التفريق على مستوى المشروع بين: –

  • المنظم (صاحب الفكرة) وهو المسؤول عن صلاحيتها وتحويلها من فكرة إلى فرصة.

المدير: وهو الذي يجعل الفرصة مشروعاً.

المستثمر: وهو الذي يقدم الأموال للمشروع.

لقد أصبح المعيار الحديث لتصنيف المشروع لا يعتمد فقط على رأس المال أو عدد العمال بل من خلال مفهوم جديد متكامل لا يحتمل التجزئة (رأس المال والعمالة ومخرجات المؤسسة بالإجمالي (رقم الأعمال)، ورغم اعتماد الدول على تصنيفات مختلفة فإن أهمية التصنيف الجديد يتركز على دعم وتمويل المشاريع ومشاركتها في التنمية.

إن نجاح المشاريع يعتمد على وجود قائد إداري ناجح وليس مدير (موظف) لأن هذا القائد هو اللاعب الأساسي في هذه المشروعات وبخاصة الصغيرة (القيادة موهبة شخصية) والقاعدة الجديدة أصبحت اليوم أن (القوي يجمع حوله الأقوياء) لأنهم سيساعدوه في النجاح (والضعيف يجمع حوله الضعفاء) لكي لا يظهر ضعفه.

إن سورية ونظراً لكون المشروعات الصغيرة والمتوسطة تشكل حوالي 97% من القطاع الخاص السوري الذي يشكل بدوره أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي، فإن تطوير هذه المشروعات وتعزيز تنافسيتها سيسهم بشكل واضح في ولوج حالة التعافي والانتعاش المطلوبتين

 

كتبه: د. عامر خربوطلي

 

شاهد أيضاً

عنق الزجاجة

بلغة بسيطة يفهمها الجميع المطلوب من الاقتصاد السوري أن يخرج من عنق الزجاجة التي دخل …