شام تايمز – نورمان مخللاتي – لينا فرهودة – محمد سالم
تحت عنوان “الأبواب المفتوحة” وبرعاية مطرانية اللاتين، احتضنت دار السفينة بدمشق فعاليات البازار السنوي للأشخاص ذوي الهمم، وذلك في مقرها على مدار يومي الـ 28 – 29 من تشرين الثاني.
لم يكن البازار مجرد معرض لعرض المنتجات، بل كان احتفاءً حقيقياً بالإرادة الإنسانية، وتتويجاً لرحلة عام كامل من المثابرة والتعلّم وإثبات الذات، وهدف المعرض إلى دمج ذوي الهمم بالمجتمع وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم، كما ساهم في توفير بيئة داعمة وحاضنة لمواهبهم، وتنوّعت المشغولات بين الحلويات والشوكولا، والتطريز والإكسسوار، والصناعات الورقية وغيرها، وكل قطعة تحمل بصمة صانعها ولم تكن مجرد منتجات للبيع وإنما رسالة مفادها بأن الهمم العالية قادرة على صنع المعجزات عندما تجد الدعم والاحتضان.
رحّبت “ندى سركيس” عضو مجلس الإدارة في الدار بالحضور خلال افتتاح الفعالية التي ينتظرها المشاركون طوال العام، مؤكدة أنها مساحة أساسية لعرض جهود الشباب والنتائج التي يعملون عليها على مدى أشهر.
وأكدت “سركيس” أنّ أهمية هذه الفعالية لا تكمن فقط في عرض المنتجات، بل في إظهار قدرة المشاركين على الابتكار وصناعة أعمال جميلة تُفرح الناس وتمنح الشباب شعوراً بالفخر والانتماء، مضيفة: “هؤلاء الشباب يقولون من خلال أعمالهم: نحن هنا، ونحن جزء فاعل من هذا المجتمع”.
وبيّنت “سركيس” أن الفعالية تضمّنت مجموعة واسعة من المنتجات الحرفية، منها الإكسسوارات، الأعمال المصنوعة من القش، القطع الورقية الخاصة، إضافة إلى منتجات قماشية مثل الحقائب.
وحول تفاعل الزوّار، أوضحت “سركيس” أنّ الكثيرين باتوا يحرصون على الحضور السنوي للبازار ويقدّرون قيمة هذه الأعمال ودلالتها، وختمت قائلة: “نأمل أن تكون الظروف العام المقبل أفضل، وأن نتمكن من استقبال الجميع بسهولة أكبر”.

قدّمت “شادية وهبي”، مسؤولة مشاغل الشمس التابعة لجمعية السفينة في جديدة عرطوز، لمحة عن طبيعة العمل داخل هذه المشاغل والدور الذي تؤديه في تدريب الشباب وتمكينهم، مشيرة إلى أنّ جميع الفرق في المنطقة تعمل تحت مظلة السفينة، ضمن منظومة واحدة تهدف إلى تطوير مهارات المشاركين وتعزيز قدراتهم.
وقالت “وهبي”:”إن المشاغل تضم ورشتين رئيسيتين: مشغل الكروشيه ومشغل الإكسسوار، ويشارك فيهما 11 شاباً وصبية، يشرف عليهم فريق من مساعدتين تعمل كل منهما مباشرة مع مجموعة من المتدربين”، مؤكدة أنّ الهدف الأساسي هو تحفيز الشباب ومنحهم الثقة بقدرتهم على الإنتاج والابتكار.
وتابعت “وهبي” :”إنّ المعرض يشكّل دافعاً مهماً لهم، فبعد انتهائه يعودون بحماس أكبر، ويبدأون منذ بداية العام في التفكير بالأفكار الجديدة التي سيعملون عليها للمعرض القادم”، مشددة على أن التجديد المستمر عنصر أساسي في نجاح المشاغل، قائلة: “يجب أن نبتكر دائماً منتجات جديدة لنحافظ على تميز عملنا، ولنجعل الناس سعداء بما نقدمه”.

المسؤولة عن مشغل الشوكولا في الدار “سوسن نصر الله” أكدت أن هذا البازار هو تتويج لجهد وعمل دام عاماً كاملاً، قائلة: “هذا اليوم هو الحصاد الذي نزرعه طوال السنة بكل حب وفرح.. ما يراه الزوار هو نتاج عام من التدريب والعمل الدؤوب”.
وعن تطور المنتجات هذا العام، أشارت “نصر الله” إلى وجود نقلة واضحة، مضيفةً: “كان هناك تطور ملحوظ وإضافات جديدة.. المتدربون يتعلمون مهارات متقدمة بناءً على طلبهم الشخصي، ليقدموا منتجاتهم في النهاية بالشكل الذي يحلمون به”، موضحةً أن الطاقة الإيجابية والفرحة التي يشعرون بها خلال هذا اليوم هي ما يدفعهم للاستمرار عاماً تلو الآخر.
ونوّهت بأن المشاركين يتطلعون طوال السنة لهذا اليوم ليُظهروا إنجازاتهم ويقولوا بفخر: “أنا من صنع هذا”، لافتةً إلى أن الإقبال يعكس تقدير الناس للجهد الكبير والمحبّة الموضوعة في كل قطعة.

“رغد فران” مشاركة في البازار السنوي لدار السفينة من مشغل الشوكولا، أعربت عن سعادتها في هذه المشاركة، منوّهةً بأن جميع المنتجات المعروضة قامت بإعدادها مع أصدقائها بمساندة المشرفة، قائلةً: “حضرت الكثير من المنتجات مع فريقي.. وهذا اليوم أشبه بالعيد بالنسبة لي، وسعيدة بتفاعل الزوار مع منتجاتنا”.

أوضح “سليمان ظواهرة” مشارك في البازار السنوي لدار السفينة من مشغل شوكولا، تفاصيل عمله خلال الفعالية، مؤكداً أنهم أنجزوا أعمالاً متميزة ومتنوعة، حيث شارك جميع الشباب في تنفيذها بتعاون ومساعدة بعضهم البعض، قائلاً :”إن العمل يتم ضمن مجموعات، ما يتيح لهم دعم بعضهم البعض وتعزيز روح الفريق”.

تحدث “الياس كبابة” مشارك في البازار السنوي لدار السفينة من مشغل شوكولا عن تجربته خلال الفعالية التي شارك فيها بإعداد منتجات متنوعة من الشوكولاتة الصحية والمصاصات، مؤكداً أنه يعمل بمساعدة مجموعة من الشباب الآخرين، قائلاً : “نكون مبسوطين جداً عندما يزورنا الناس ويشاهدون أعمالنا”.

أكدت “إيلين حريز” مساعدة في دار السفينة أن الهدف الأساسي من عمل الفريق هو تمكين ذوي الهمم وإظهار قدراتهم الحقيقية، مشددةً على أنهم أشخاص فاعلون في المجتمع ويتمتعون بقدرات استثنائية تحتاج فقط إلى تسليط الضوء.
وقالت “حريز”: “من خلال عملنا الصباحي والمسائي، نكتشف يومياً قدرات جديدة ورائعة لدى الشباب، كلما تعرّفت الناس عليهم أكثر، كلما انبهرت بمهاراتهم وإمكاناتهم”.
وتحدثت “حريز” عن الأجواء داخل الفريق، مشيرةً إلى أن التعاون بينهم هو أكثر ما يلفت النظر، حيث يساعدون بعضهم بعضاً بشكل تلقائي، وهنالك تقدير متبادل بينهم، موضحةً أن الشباب يشعرون بالفخر عند عرض أعمالهم على الآخرين، وهو ما يعزز ثقتهم بأنفسهم بشكل كبير، مؤكدةً أن رسالة الجمعية هي تعزيز ثقة الشباب بأنفسهم ودعمهم ليكونوا جزءاً طبيعياً وفاعلاً في المجتمع.

“نوار فياض” مشارك في البازار السنوي لدار السفينة من مشغل الصناعات الورقية، عبّر عن مشاعره البسيطة تجاه هذا اليوم بقوله: “اليوم في طعام حلو، وناس، وفرحة حلوة، وحب”، بهذه الكلمات المختزلة أعرب عن سعادته، وعن الجو العام الذي ساد فيه الفرح والتواصل الإنساني.

أعرب “الياس أشقر” مشارك في البازار السنوي لدار السفينة عن سعادته بما يصنعه من صناعات يدوية تُعرض للزوار، مشيراً إلى أن زوار البازار كانوا سعداء جداً بما شاهدوه من صناعات يدوية.

أوضحت “لورين رزق” مشارك في البازار السنوي لدار السفينة أنها تعمل في تصنيع الشوكولا والقش، معربةً عن سعادتها بالزوار الذين شاهدوا أعمالهم وأثنوا عليهم متمنيين لهم دوام التألق والنجاح.

أكد “حسن قرباش” مشارك في البازار السنوي لدار السفينة أنه يعمل في تصنيع القش والشوكولا، مشيراً إلى أن زوار الدار أعربوا عن سعادتهم بمنتجاته وأثنوا على جهوده المبذولة، معتبراً ذلك محفزاً له لكي يطوّر من نفسه خلال الأعوام القادمة.

تأسست السفينة في دمشق القديمة عام 1995، تحت رعاية مطرانية اللاتين، وتتبع لاتحاد الآرش الدولي، وتتألف من عدة أقسام ومنها بيت السفينة وهو بيت للإقامة فيه 9 أشخاص ذوي احتياج ذهني، 4 من الشباب و5 من السيدات، يتشاركون معهم 5 مساعدين، كما يوجد قسم دعم وسند العائلات ويتم فيه جمع المعلومات عن جميع المراكز والمعاهد والجمعيات التي تعنى بذوي الاحتياجات، وتؤمن السفينة بأن كل شخص فريد ومميز، وأن الحياة تشاركية بين الاشخاص “مع أو بدون إعاقة” وستؤدي لنمو الطرفين، وتؤكد على فكرة أن كل شخص بحاجة الآخر ليكمله.






شام تايمز الإخباري رؤية لسورية أجمل