شام تايمز – ديرالزور – مالك الجاسم
ينتظره أبناء المنطقة الشرقية بفارغ الصبر فهو باب لكسب الملايين ومع بداية موسم صيد الطائر الحر تجد من له باع في هذه المهنة وقد جهز أدواته وتوجه إلى مناطق مخصصة دون غيرها وتشتهر المنطقة الشرقية وخاصة منطقة البادية بهذا النوع من الصيد فهو يحتاج لفترة صبر طويلة لا يقوى عليها إلا من تمرن واكتسب الخبرة عبر السنوات الطويلة في هذا المجال، وهناك أشخاص توارثوها من الأجداد والأباء لأنها تعتبر باب من أبواب الثراء فسعر طائر واحد يغير حياة الشخص ويتسابق أبناء الخليج لشراء الطير الحر ونجد هناك مواقع خاصة لهذه الغاية أو يتم الشراء عبر وسيط.
ويعتبر العرب أول من عرف الطير الحر فاصطادوه واستخدموه لأغراض الصيد وكانت لهم التجارب الأولى في ترويضه وتربيته وتدريبه والطير الحر أو كما يعرف في بادية ديرالزور ب “الصقر” والذي يعد نوعاً من أنواع الطيور الجارحة، وكان الناس يصطادون الصقور لتربيتها والتمتع بالنظر إليها، وتختلف أحجامها حسب مكان تواجدها، ومن صفاتها الذكاء الشديد، والقوة والمهارة العالية في الصيد ما يصعب عملية اصطيادها، يضاف إليها الصبر الشديد، حيث يبقى لساعات ينتظر فريسته ليحدد اللحظة المناسبة للانقضاض عليها.
ولم تعد رحلة صيد الطير الحر أو الصقر محفوفة بالسلامة بل باتت الرحلة محاطة بالمخاطر وبعض المناطق باتت خارج السيطرة ولم يعد الوصول إليها سهلا ومن جهة أخرى انتشار الألغام التي خلفتها الحرب تشكل خطرا على حياة الشخص وبخاصة في مناطق البادية وهو ما جعل كثير من الصيادون يعزفون عن هذه المهنة التي ارتبطت بهم لسنوات.
هناك طرق عدة لصيد الطائر الحر، ومع أن هذه الطرق تعتبر من الطرق القديمة لكنها تبدو أكثر فعالية عن غيرها ودائما تكون نتيجتها جيدة وأهمها الطريقة الأكثر استخدماً في ريف ديرالزور والتي يستخدم فيها النقل، وصندوق القبة، والحمامة، إضافة لطرق أخرى يبتكرها الصيادون.
صيد الطائر الحر يعتبر مصدر رزق جيد لأبناء ريف ديرالزور، ويتسابق الصيادون في موسم صيد الطير الحر، باعتبار سعره يصل لملايين الليرات.
ويهاجر هذا الطير في شهر أيلول، ويبقى قرابة الثلاثة أشهر حتى شهر تشرين الثاني، وغالباً ما تكون الوجهة إلى شمال إفريقيا، وشبه الجزيرة العربية، وسورية وعدد من الدول الأخرى، لذلك يتم تحديد عملية الصيد خلال هذه الفترة ولا يزال أبناء ريف ديرالزور ومنطقة الجزيرة السورية يحافظون على توارث مهنة الصيد من جيل إلى جيل، وبات لديهم خبرة كبيرة بأنواعه ومنه، “القوسية” و “الجرناس” وغيرها من هذه الأنواع وبشكل يومي يكون هناك خبر جديد عن تمكن صياد من الظفر بطائر يكون بداية لنقل حياته باتجاه الثراء وربما يتمكن هذا الصياد من اصطياد أكثر من طائر خلال الموسم الواحد.
يبدأ موسم الصيد عادة في ريف ديرالزور منذ بداية أيلول وحتى تشرين الثاني ومعها تبدأ الأخبار التي تتناقلها الصفحات والمواقع عن تمكن الصياد الفلاني من طرح طائر وبيعه بمبلغ كذا وخلال السنوات الماضية تراوح سعر الطائر الواحد بين 225 مليون وحتى في بعض الأحيان وصل المبلغ إلى 350 مليون.
وأخيرا ربما سعر طائر واحد يغير حياة الإنسان وينقله إلى عالم الثراء ولكن الأمر يحتاج إلى التعب والاجتهاد والخبرة.
شام تايمز الإخباري رؤية لسورية أجمل