شام تايمز – متابعة
دار جدل واسع حول لوحة سالفاتور موندى، المنسوبة إلى ليوناردو دافنشي، منذ بيعها مقابل 450.3 مليون دولار عام 2017، وتنوع الجدل بين سعر اللوحة، وترميمها، ونسبتها إلى دافنشي، وحتى موقعها الحالى لكن الآن، برز جدل جديد.
فبحسب دراسة حديثة أجراها فيليب زيتزلسبيرجر، أستاذ تاريخ الفن في العصور الوسطى والحديثة بجامعة إنسبروك في النمسا، والمتخصص في الرمزية في أزياء فن عصر النهضة، فإن شخصية المسيح في هذه اللوحة، الأغلى في العالم، “ترتدي ملابس نسائية”، وفقا لما ذكره موقع آرت نيوز بيبر.
وفى مقال بعنوان “معنى سالفاتور موندي لليوناردو”، نشر في العدد الأحدث من مجلة Artibus et Historiae، وهي مجلة نصف سنوية يصدرها معهد أبحاث تاريخ الفن، يحلل زيتزلسبيرجر الملابس التي يرتديها المسيح في اللوحة بالتفصيل.
ويجادل بأن “فتحة العنق المستطيلة والمنخفضة” في رداء المسيح غير مسبوقة، سواء في تصوير المسيح خلال عصر النهضة، أو حتى لرجل جالس “يحظى بمكانة اجتماعية رفيعة”.
ويشير إلى أنه في جميع اللوحات الأخرى التي تعود لتلك الفترة، كانت ملابس المسيح تتسم بياقات أعلى تغطي الرقبة، بينما تعد فتحة العنق المنخفضة والمطرزة سمة نموذجية للصور النسائية في ذلك العصر، مثل لوحة ليوناردو لا بيل فيرونيير (نحو 1493-1494) المحفوظة في متحف اللوفر، أو لوحة رافائيل بورتريه إليزابيتا جونزاجا، وفقا لما ذكر موقع ارت نيوز بيبر.
يزعم مؤرخ الفن النمساوي أن تطابق لون الرداء والعباءة باللون الأزرق يشير كذلك إلى نموذج أنثوي، ويضيف أن أغلب صور المسيح في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، تظهره مرتديا رداء أحمر وعباءة زرقاء، في حين أن الدمج بين الأزرق والأزرق كان شائعا في تصوير مريم العذراء منذ القرن الثاني عشر.
ويفترض زيتزلسبيرجر أن اللون الأزرق الأحادي في سالفاتور موندي يعبر عن اتحاد المسيح والعذراء في شخصية واحدة، ويمتد هذا التداخل بين الجنسين ليشمل حتى ألوان الملابس، بل إنه يذهب إلى القول بأنه لاحظ “ارتفاعًا طفيفًا في الرداء يوحي ببداية صدر مكشوف من خلال فتحة العنق المنخفضة”.
ويضع زيتزلسبيرجر اللوحة في سياق “جماليات النوع الاجتماعي المرنة” التي ظهرت في إيطاليا عصر النهضة، مستشهدا بكتاب ماريو إكويكولا “كتاب طبيعة الحب” (1525)، والذي جاء فيه: “يشاد بجمال المرأة إذا اتسم وجهها بملامح رجولية، ويشاد بجمال الرجل إذا اتسم وجهه بملامح أنثوية”.
في المقابل، شكك باحثون آخرون في استنتاجات زيتزلسبيرجر، حيث يرى فرانك زولنر، أستاذ تاريخ الفن في جامعة لايبزيغ ومؤلف دراسات عديدة حول اللوحة، أن البحث يعد “مساهمة مهمة”، لكنه “مبالغ فيه بعض الشيء”.
ويضيف زولنر: “هناك صور بيزنطية للمسيح (بانتوكراتور) يظهر فيها مرتديًا زيًا أزرق بالكامل، مثل فسيفساء آيا صوفيا في إسطنبول، كما رسم جيوتو المسيح باللون الأزرق في مذبح ستيفانيسكي، ومع ذلك، يظل اللباس عنصرًا أساسيا في فهمنا للرسم”.
كما قال مارتن كيمب، الأستاذ الفخري لتاريخ الفن في جامعة أكسفورد، وأحد أبرز الباحثين في أعمال ليوناردو: “إذا صح أن نسخة كوك من لوحة سالفاتور موندي، المنسوبة إلى ليوناردو، فريدة من نوعها من حيث لون ملابس المسيح، فإن ذلك قد يدعم نسبتها إلى ليوناردو”.