شام تايمز – ديرالزور – مالك الجاسم
هذا الوقت من كل عام، يبدأ طرح “البامياء” في الأسواق، وفي بداية موسمها يكون سعرها مرتفع وتسمى القطفة الأولى، ولكن مع كثرة الطرح يبدأ سعرها بالانخفاض واليوم يتراوح سعرها ما بين 3500 – 5000 ليرة، و”البامياء الديرية” باتت اليوم لغزاً لم يستطع أي شخص فكه، وهذا يعود إلى المذاق، والطعم الطيب، والحضور على المائدة، فهي الحاضرة في الدعوات أو كما هو معروف في محافظة ديرالزور “العزيمة”.
ومن منا لم يسمع بـ “ثرود” أو “ثريد” البامياء المجللة باللحم، وهذا ما جعل مساحة الشهرة تتسع على المستوى المحلي من محافظة لأخرى، ومن بلد عربي لآخر، ولا نبالغ حين نقول: إنها حاضرة على المستوى العالمي، وأخذت شهرة عالمية.
و “البامياء” اليوم حاضرة في الترحال، وتتسابق الأسر الديرية في تجفيف كميات منها لاستخدامها أثناء فترة الشتاء، وبعضهم الآخر يلجأ إلى أسلوب التعليب “الضغط بأواني زجاجية” ، وغيرها من الطرق التي تعرفها الأسرة أكثر.
و “البامياء الديرية” تختلف ثمرتها عن الثمار في المحافظات الأخرى، فهي ذات حجم صغير ومتوسط ، وتقطف في فترة معينة لتقدم على الموائد ، وعدد من الفلاحين يلجأ إلى ترك الثمرة في الشجرة حتى تكبر الثمرة إلى حجم معين، ومن ثم يتم الحصول على بذورها للموسم الآخر.
حكاية أخرى
ولأن سر “البامياء الديرية” يكمن في التحضير فهذا يحتاج إلى حكاية أخرى نتركها لأصحابها فتقول السيدة فريزة وهي سيدة خمسينية في العمر:
في البداية نقوم بغسل البامياء، ووضعها جانباً، ومن ثم نقوم بغسل حبات البندورة، وبعضهم يحبذ البندورة الطبيعية “الزورية” اي التي تزرع ضمن ديرالزور وعصرها ، والآخر يحبذ رب البندورة الجاهزة، ولكل عائلة طريقتها في الحصول على مرقة البامياء، وعدد آخر يجمع الاثنين مع بعضها.
وتتابع: نقوم بوضع اللحمة في طنجرة على نار هادئة حتى تنضج ، ثم نقوم بوضع السمنة في طنجرة أخرى، ونقوم بتقطيع حبات البصل ووضع اللحمة مع بعضها، ومن بعدها نقوم بصب عصير البندورة، ونتركها حتى نحصل على المرقة المطلوبة، ثم نقوم بإضافة “البامياء” بعد إزالة الطوارف العلوية والسفلية/ وهي تعرف في ديرالزور ” تزرير البامياء ” أو “تقميع” ، ونتركها على النار، وفي هذه الأثناء نقوم بوضع الثوم والقليل من ملح الليمون حسب الرغبة حتى تنضج.
طريقة التقديم
وتقدم البامياء في ديرالزور في سكبها عبر أطباق على المائدة ،والكثير يقدمها “ثريداً” ، وتكون أكثر لذة مع الخبز البلدي “التنور”، وكمية اللحمة تتحكم بها كل عائلة، وكذلك الدسم ، والكثير يفضل شراء طرف اللحم وهي ” لية الخاروف ” أثناء طبخ “البامياء”، وبعضهم يقدمها إلى جانب الأرز.
خلاصة الكلام
كل محافظة تشتهر بشيء معين يبرز إلى الواجهة وفي محافظة ديرالزور لا يقف الأمر عند ما تنتجه الأرض الفراتية من خضار وفواكه وفي هذه المحافظة أوابد أثرية لكل منها حكاية يطول سردها وكذلك الجسر المعلق ونهر الفرات.
شام تايمز الإخباري رؤية لسورية أجمل