حلب تستعيد بريقها الثقافي: انطلاق معرض حلب الدوري الأول للكتاب

شام تايمز ـ حلب ـ أنطوان بصمه جي

بعد غياب طال أكثر من أربعة عقود، انبثقت من قلب شارع القوتلي، حيث مقر “منتدى حلب عاصمة الثقافة”، فعاليات “معرض حلب الدوري الأول للكتاب”، في محاولةٍ لطمس آثار الحرب ونسج خيوط التلاحم المجتمعي من جديد بخيوط من حبر المعرفة والأدب.

وتحول مقر المنتدى، المحاط بمسارح ودور سينما ومكتبات واتحاد الكتاب، إلى رئة تتنفس بها الثقافة الحلبية من جديد، بفضل جهود المثقفين والمجتمع المدني وعشاق القراءة، ليعلنوا للعالم: حلب، بكتبها وفنونها وأبنائها، باقيةٌ ومزدهرة.

الحدث الذي يُقام للمرة الأولى بشكل منتظم في المدينة، والذي ينظمه منتدى حلب عاصمة الثقافة بالتعاون مع دار الوثائق ومتجر مليكا للكتب ودار مكتبة آغورا ومكتبة رفوف الكتب، حيث يعد نافذة ثقافية تفتح أبوابها لمحبي الأدب والمعرفة على مدى خمسة أيام متواصلة حتى مساء الاثنين القادم.

شهدت ساعات الافتتاح الأولى إقبالاً ملحوظاً من الفعاليات الثقافية ومحبي القراءة، لتتوالى الفعاليات الثقافية بدءاً من حفل توقيع المجموعة القصصية “لا شيء يستحق الذكر” للقاص معن العمر، تلاه أمسية طربية استثنائية أحياها الفنان عابد حيلاني، قدم خلالها العديد من الألحان والمواويل الأصيلة في صالة المعرض ذاتها.

وأوضح المحامي محمود حمام صاحب منتدى حلب عاصمة الثقافة أن المعرض ليس مجرد مكان لبيع الكتب، بل هو احتفاء بالكلمة والفكر، وتجديد الروح الثقافية التي تميز حلب، مدينة العلم والأدب، مبيناً أن فعاليات المعرض هي محاولة لمحو أثار الحرب وإعادة التلاحم والتماسك المجتمعي والاختفاء بالفكر والفن والأدب، وتشجيع فئة الشباب للعمل على تنمية مهاراتهم والمشاركة في إعادة حلب لألقها الأدبي، انطلاقاً من مكان المنتدى الذي يحيط به مسارح ودور سينما ومكتبات واتحاد الكتاب الذي يعد رئة ثقافية تعبير عن الروح المدينة وأصالتها، وجاءت الفعاليات بمحاولة من نشاط المثقفين ونشاط المجتمع المدني ومحبي القراءة.

القاص معن العمر خلال حفل توقيع كتابه الأول “لا شيء يستحق الذكر” كشف أن المجموعة لها فترة مطبوعة وأتيحت الفرصة للعرض اليوم، موضحاً أن الكتاب يتضمن قصص قصيرة بعد ابتعاد الكتاب سابقاً عن الطباعة الورقية، ففي مصر يوجد دور نشر ورقية والكترونية وضمان حقوق الناشر والوصول للجمهور القراء، قصص قصيرة عبارة عن صور اجتماعية تحاكي الواقع وتلامس حياة الناس وتتضمن الطرافة والألم معاً.

المحامي علاء السيد مؤسس دار الوثائق بحلب كشف أنه لأول مرة في معرض كتاب بحلب يتم تقديم أكثر من 3 آلاف عنوان متنوع بين رواية وفكر وفلسفة وتاريخ وسياسة عالمية وقصص أطفال ودواوين شعر وكتب دينية متنوعة، وطرحت بأسعار تتناسب الجميع بداية من 5 آلاف حتى 30 ألف، مبيناً أن دار الوثائق تؤمن بأن حلب تستحق أن تعود منارةً للفكر، وتعود لها المعارض المعالمية للكتب بعد انقطاع طويل لأكثر من 40 عاماً.

داليا قمري مؤسسة متجر مليكا للكتب أوضحت أن المعرض فرصة ثمينة لمشاركة القراء أحدث الإصدارات من الكتب التي تحكي في مضامينها لتنمية مواهب الأطفال وتنمية قدراتهم العقلية ومستوى الذكاء والتنمية البشرية وكتب نفسية وفلسفية وعلم الطاقة بالإضافة لاقتناء الكتب والروايات العالمية والكتب الدينية، مبينة عن سعادتها لتكون جزءاً من الحدث الثقافي الذي يعيد إشعال شعلة الثقافة في حلب العريقة.

لا يقتصر المعرض على عرض آلاف العناوين، بل يقدم سلسلة حفلات توقيع كتب يومية وأمسيات نوعية في الأيام التالية منها توقيع كتاب “الأمثال والهناهين” للباحث سامر أبو شالة، وأمسية ثقافية بعنوان “ذكريات صحفية حلبية” يقدمها الصحفي وضاح محيي الدين، وحفل توقيع كتاب بعنوان “تاريخ تجارة حلب” للصحفي عز الدين النابلسي، كذلك ستتضمن أيام المعرض توقيع ثلاثية إبداعية للكاتب خالد سليم عقيل تشمل: “إرث ثورة”، “من حلب إلى قونية”، و”عشق الروح”.

ودعا منظمو المعرض وأصحاب المكتبات المشاركين أهالي حلب وزوارها، والمهتمين بالشأن الثقافي والأدبي، لاستكشاف ركن المعرفة هذا. فهو ليس مجرد سوق للكتب، بل فسحة للقاء المبدعين، واستعادة الذاكرة الحلبية، وتأكيد عروة الثقافة الوثقى التي تجمع أبناء هذه المدينة العريقة.

شاهد أيضاً

الصين تشهد أول مباراة لكرة القدم بين الروبوتات بالذكاء الاصطناعي

شام تايمز – متابعة شهدت العاصمة الصينية بكين يوم أمس انطلاق أول مباراة كرة قدم …