شام تايمز – متابعة
شهد مقر مؤسسة “مدنيّة” في بيت فارحي بدمشق القديمة مساء أمس، عرض الفيلم الوثائقي “أطفال سوريا المسروقون”، من إنتاج شبكة “BBC Eye”، بحضور عدد من الصحفيين والحقوقيين وأهالي الأطفال المتضررين، إضافة إلى ممثلين عن الجهات المعنية، وفقاً لوكالة “سانا”.
وجاء عرض الفيلم ضمن فعالية نظمتها حملة “من أجل سوريا” بالتعاون مع منظمة “حراس الطفولة” و”البرنامج السوري للتطوير القانوني”، حيث تلا العرض نقاش موسع بين الجهات المشاركة والحضور، حول قضية الأطفال السوريين المفقودين.
يكشف الفيلم، الذي أعدته بي بي سي بالتعاون مع مؤسسة لايت هاوس ريبورترز الإعلامية، وعدد من الصحفيين السوريين والأجانب، عن إخفاء مئات الأطفال السوريين في دور أيتام خاضعة لسيطرة النظام البائد، حيث استُخدموا كوسيلة لابتزاز عائلاتهم خلال سنوات الثورة، وفق التحقيق المنشور على موقع لايت هاوس ريبورترز.
أدارت النقاش الإعلامية “وفا مصطفى” بمشاركة أحمد عرفات المدير القطري لمنظمة حراس الطفولة، وريم القاري والدة أحد الأطفال المفقودين منذ 2013، وميس قات محررة “نساء ربحن الحرب”، ويوسف رزوق من البرنامج السوري للتطوير القانوني.
وتناول المشاركون أهمية توثيق الانتهاكات ضد الأطفال خلال الثورة، وضرورة تحرك الحكومة السورية لكشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين، إضافة إلى الأثر النفسي والاجتماعي على الأسر المتضررة وسبل دعمها قانونياً وإنسانياً.
ومن أهالي الأطفال المفقودين كان “عبد الرحمن غبيس” والد الطفل محمد الذي وردت قصته ضمن الفيلم، الوحيد الذي تمالك نفسه وقال: “ابني محمد اعتقل مع والدته عقب ولادته في أحد مشافي دمشق عام 2012، وبقي ثلاث سنوات رهن الاحتجاز قبل الإفراج عنه، ومشاركتنا لتسليط الضوء على واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها النظام البائد بحق الأطفال خلال الثورة”، مؤكداً أن الكثير من العائلات ما زالت تجهل مصير أبنائها، وأن توثيق الحقيقة هو الطريق نحو العدالة والشفاء للأسر.
من جانبها، أوضحت “رنيم أحمد” مديرة التواصل في حملة “من أجل سوريا”، أن مئات الأسر ما زالت تبحث عن أطفالها المفقودين، الذين زجّ بهم النظام البائد في دور الأيتام التابعة له، مشيرة إلى تحقيق حديث لـBBC وشركائها كشف تورط منظمة قرى الأطفال “SOS” في إخفاء هؤلاء الأطفال والتواطؤ مع النظام في هذه الجريمة.
وأوضحت “أحمد” أن الحكومة قادرة على فتح تحقيقات شفافة، وفحص الأدلة والسجلات؛ بهدف إعادة الأطفال إلى أسرهم، لكنها شددت على أن العديد من الأسر لا تزال تبحث عن أقاربها المفقودين حتى اليوم، حيث إن مصير الأطفال الأيتام الذين كبروا وتم تخريجهم من الميتم غير معروف.
يُذكر أن مشروع “أطفال سوريا المسروقون” جزء من تحقيق دولي أوسع يتعقب ملف الإيداعات الأمنية من قبل النظام البائد لأطفال المعارضين السوريين، وإخفائهم لسنوات في دور أيتام تواطأت ونسقت مع مجرمي الحرب، وحصلت على تمويل دولي بنفس الوقت، نسق التحقيق منظمة لايت هاوس، مع جهات سورية ودولية مثل نساء ربحن الحرب، وسراج، وديرشبيغل، وبي بي سي، وأبزيرفر، وتم نشره بـ 35 لغة.
شام تايمز الإخباري رؤية لسورية أجمل