شام تايمز – متابعة
تركزت أعمال المؤتمر السنوي للهيئة العامة لاتحاد شركات شحن البضائع الدولي في سوريا الذي انعقد بدمشق أمس، بمشاركة ممثلين عن القطاعين العام والخاص وهيئات نقل عربية ودولية، على أهمية تطوير قطاع النقل وتفعيل مشاركة سوريا في الاتفاقيات الدولية، وتعزيز دورها كمحور لوجستي إقليمي ودولي، وفقاً لوكالة “سانا”.
ويهدف المؤتمر إلى تطوير قطاع النقل البري والبحري والجوي في سوريا، ورفع سوية المهنة وحمايتها، إلى جانب دعم توقيع الاتفاقيات الإقليمية والدولية، وتحديث الأسطول وتخفيض كلفة الخدمات المقدمة، بما يسهم في تعزيز دور سوريا بالاستفادة من موقعها الجغرافي.
وفي كلمة الافتتاح، أكد وزير النقل “يعرب بدر” أن قطاع النقل يشكل رافعة حيوية للاقتصاد الوطني، حيث يسهم بنسبة تتراوح بين 9 و15 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، ويوفر آلاف فرص العمل لفئات واسعة من المجتمع.
وأشار الوزير “بدر” إلى التحديات التي تواجه القطاع، لا سيما قدم أسطول الشاحنات السوري، حيث يتجاوز عمر 74 % من الشاحنات التي يزيد وزنها عن 11 طناً أكثر من 20 عاماً، و24 % يتراوح عمرها بين 10 و20 عاماً، ما يقلل من كفاءتها التشغيلية ويعيق دخولها إلى الأسواق المجاورة والأوروبية.
وأوضح “بدر” أن الطبيعة الفردية لتشغيل الشاحنات وغياب إطار تنظيمي واضح لحركة البضائع بين المدن السورية يشكلان تحدياً إضافياً أمام تطوير القطاع، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على رسم سياسة وطنية شاملة لتنظيم النقل تشمل تحديث التشريعات، وإنشاء هيئة ناظمة مستقلة، وإطلاق منصة إلكترونية موحدة لربط الناقلين بالمستثمرين والتجار.
ولفت الوزير إلى أهمية تحديث أسطول الشاحنات وتزويده بآليات حديثة تلبي المواصفات العالمية، مؤكداً أن دعم السائقين ومالكي الشاحنات من أولويات الوزارة لضمان استمرارية هذا القطاع الحيوي ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
من جانبه، أشار رئيس الاتحاد “محمد صالح كيشور” إلى أن المؤتمر يمثل خطوة مهمة نحو تطوير القطاع بعد مرحلة التحرير، وأكد أن الاتحاد يعمل على إزالة العقبات التي تواجه قطاع الشحن بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية، مشدداً على أن النقل هو عصب الاقتصاد الوطني.
بدورها، أكدت خازن الاتحاد وممثلة شركة DHL إكسبريس “خلود الحلبي”، أن سوريا تمتلك موقعاً جغرافياً فريداً يجعلها جسراً بين الشرق والغرب، وشريكاً رئيسياً في منظومة النقل الدولي، مشددة على ضرورة تطوير التشريعات والبنى التحتية للنقل متعدد الأنماط وشبكات السكك الحديدية، وتوحيد الجهود عبر الاتحاد لدعم الاقتصاد الوطني.
وشهد المؤتمر توقيع اتفاقيات تعاون بين الاتحاد السوري لشركات نقل البضائع وهيئة النقل التركية (UND) والنقابة اللوجستية الأردنية (JLA)، لتعزيز التعاون الإقليمي في مجال النقل البري والشحن والخدمات اللوجستية.
وفي هذا السياق، أكد السفير التركي في دمشق “برهان كوروغلو” أهمية هذه المناسبة التي تعكس عمق العلاقات بين شعوب المنطقة، وأشار إلى أن الطرق التي ربطت حضارات الشرق بالغرب عبر التاريخ أثبتت الدور المحوري للنقل في التبادل الثقافي والاقتصادي، معتبراً أن المبادرات الجديدة تعزز التكامل بين الدول على مختلف المستويات.
كما أشار نائب نقيب النقابة اللوجستية الأردنية “نزار صالح الأحمد” إلى التزام قطاع الشحن واللوجستيات في الأردن بالوقوف إلى جانب سوريا ومساندتها في تجاوز التحديات، مشيراً إلى أن التعاون السوري الأردني يشكل شراكة أساسية قابلة للتطوير في مجالات النقل والتجارة وتبادل الخبرات والتأهيل، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
بدوره، شدد رئيس نقابة المخلصين في الأردن “ضيف الله أبو عاقولة” على أن استقرار سوريا يمثل مفتاحاً لازدهار التجارة الإقليمية، وأن التعاون بين سوريا والأردن قادر على تحويل قطاع النقل إلى بوابة محورية للتجارة.
شام تايمز الإخباري رؤية لسورية أجمل