شام تايمز – متابعة
حذرت دراسة من أن صدعاً تكتونياً جديداً قد يكون نشأ في قاع المحيط الأطلسي، ما يزيد من خطر وقوع زلازل قوية وأمواج تسونامي قد تمتد عبر حوض المحيط، وفقاً لمجلة ”Nature Geoscience”.
وأوضحت الدراسة أن المحيط الأطلسي يُعد تقليدياً منطقة هادئة نسبياً، إلا أن تعرُّض البرتغال، البعيدة عن مناطق الصدوع الرئيسية المعروفة في العالم لعدة زلزال هائلة حيّر الباحثين ودفعهم إلى دراسة أسباب النشاط الزلزالي المتزايد هناك.
وأوردت الدراسة أمثلة على الزلازل التي ضربت البرتغال منذ مئات السنين، وكان أعنفها في تشرين الثاني من عام 1755 وكانت قوته 8.7 درجات على مقياس ريختر، حيث دمر مدينة برشلونة بكاملها وأودى بحياة عشرات الآلاف، وأرسل موجات تسونامي إلى منطقة البحر الكاريبي.
كما ضرب زلزال بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر ساحل البرتغال عام 1969، وأسفر عن مقتل 25 شخصاً.
ووفقاً لشبكة “بي بي سي ساينس فوكس”، قال البروفيسور “جواو دوارتي” الجيولوجي بجامعة لشبونة والمؤلف الرئيسي للدراسة: إن “إحدى المشكلات التي حيّرتنا هي أن هذه الزلازل وقعت على سهل مستوٍ تماماً، بعيداً عن الصدوع”.
وتابع “دوارتي”: “بعد زلزال عام 1969 بدأ الناس يدركون أن شيئاً غريباً يحدث، إذ كان يحمل علامة، منطقة الاندساس، رغم عدم وجودها هناك”.
تُعدّ مناطق الاندساس – حيث تغوص صفيحة تكتونية تحت أخرى – مسؤولة عن أكثر زلازل “الدفع الهائل” تدميراً على كوكب الأرض، مثل كارثتي المحيط الهندي عام 2004 وتوهوكو في اليابان عام 2011، لكن المحيط الأطلسي لطالما اعتُبر هادئاً نسبياً، حيث تنجرف صفائحه ببطء على طول سلسلة من التلال في منتصف المحيط.
وجمع فريق دوارتي السجلات الزلزالية والنماذج الحاسوبية لسهل “حدوة الحصان الهاوي” وهو امتداد من قاع البحر العميق جنوب غرب البرتغال وعثروا على أدلة تشير إلى أن الوشاح – وهو الطبقة الساخنة الكثيفة الموجودة تحت قشرة الأرض – يتقشر في عملية تسمى الانفصال.
وبيّنت الدراسة أن تسرب المياه إلى الصخور على مدى ملايين السنين أدى إلى إضعافها تدريجياً، ما ساعد في تشكل منطقة اندساس جديدة في الأطلسي.
ويرجح العلماء أن هذا التطور قد يقود مستقبلاً إلى نشاط زلزالي شديد وأمواج تسونامي، فضلاً عن تحركات كبرى في صفائح الغلاف الصخري قد تؤدي على المدى البعيد إلى اندماج إفريقيا وأوروبا وأمريكا في قارة عظمى واحدة.