بين الإشاعات والحقائق.. قصة “الدرة” التي لم ولن تُخضعها الافتراءات

شام تايمز – بقلم: زياد الموح

على مر التاريخ دائماً ما نجد من يسعى “للاصطياد في الماء العكر”، لمآرب هدفها تشويه سمعة أو أذ.يـ.ـة مباشرة، لكن عندما يكون “الصياد” متسلـ.ـحاً بأطماعه و”الضحـ.ـية” بتاريخها وسمعتها، فلا بد للتاريخ بأن يبـ.ـيد تلك المآرب.

ما حدث مع شركة “الدرة” العالمية للمنتجات الغذائية خير دليل على أنه لا صوت يعلو فوق صوت أصحاب الحق، فبعد محاولة بائسة من أشخاص قاموا بتعبئة المواد المخـ.ـدرة داخل عبوات تحمل لوغو الشركة، أصدرت وزارة الداخلية بياناً باعـ.ـتقال المتهمين أرفقته بصور لعبوات الشركة التي تحتوي على المـ.ـخد.ر.ات، فما كان من رواد التواصل الاجتماعي إلا أن رو.ّجوا لمقطع فيديو تظهر به العبوات التي تحتوي على تلك المواد وعليها اسم الشركة، الأمر الذي دفع وزارة الداخلية السورية “مشكورةً” لإصدار بيان توضح فيه أن العلامة التجارية ليس لها أي علاقة بما في داخل العبوات.

وجاء في البيان التوضيحي ما يلي:
“المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية: نود التوضيح لأهلنا الكرام، أنه لا علاقة للعلامة التجارية بالمضبوطات التي ضبطها فرع مكافحة المخـ.ــدر.ات، حيث قام أفراد شـــ.ـبكة التهـ.ــر.يب بإخفاء المواد المـ.ــ.ــخدر.ة داخل عبوات معجون الطماطم المخصصة للمواد الغذائية”.

“إن إدارة مكا.فحـ.ــة المـ.ــ.ــخد.را.ت تواجه العديد من التحديات، ولعل أبرزها لجوء المـ.ــهربين إلى اسـ.ــتغلال الشحنات القانونية لتـ.ــهر.يب المواد المخـ.ــدرة، بما في ذلك استخدام عبوات المواد الغذائية المشروعة وإخفاء المــ.ــخدرا..ت بداخلها في محاولة للتمويه والافلات من الرقـ.ـابة”.

إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من “الدرة”
ومن يعرف نفسه لا يبرّيها، فبالرغم من كل الاتهامات والترويج لتشـ.ــويه اسم الشركة من خلال مقالات ومقاطع فيديو انتشرت كالنـ.ـا.ر في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يُصدر أصحاب القرار في الشركة حتى هذه اللحظة أي بيان توضيحي، وذلك لأنه من يعرف ماضيه وأصالته ويعي مستقبله لا يحتاج لأن يدافع عنه.

على صعيد شخصي، وبناءً على معرفتي الخاصة بالشركة، فإن من لديه تاريخ كشركة “الدرة” والمكانة التي وصلوا إليها عبر عقود من الزمن “انسانياً ومهنياً واقتصادياً”، من البديهي ألا يصدق أحد ما تم تداوله، خاصةً وأن الشركة اليوم باسمها العريق من أصحاب المكانة الاقتصادية الخاصة على مستوى سوريا والعالم، فهل يعقل أن ينسف تاريخ بُنى خلاله “مئات” العلاقات الوثيقة مع المستهلكين من أجل “ليرات” من صفقة مخـ.ــدرات؟.

تاريخ أكبر من أعمار الطامـ.ـعين
لن يعكر نقاء ماءها الذي جمع قطرة تلو قطرة منذ عام 1979 بعض الطفيلـ.ــيات التي لم ولن تجد ما تصطاده فمـ.ـاتت جو.عاً ولُفظت لمستنقعات تناسب أطماعها، فتاريخ منتج “معجون الطماطم” أكبر من مآربهم، حتى وإن خبّؤو مخـ.ــدراتهم بالعبوات ستجد ما صنع من الأصالة لا يحتوي أطماع الكـ.ــارهين.

فالمسؤولية المجتمعية التي تحملها على عاتقها شركة “الدرة” منذ أعوام طويلة وإلى يومنا هذا وللمستقبل، لا يرقى أي نوع من التدنـ.ــيس أي يؤ.ذ.ي سمعتها.

“الدرة”.. قصة نجاح لعقود عديدة
“الموضوع فيه إنَّ”.. فاليوم عندما نتحدث عن شركة “الدرة” العالمية، لا نتحدث فقط عن مصنع للمنتجات الغذائية أو علامة تجارية على رفوف المتاجر، بل عن قصة تمتد جذورها إلى أكثر من قرن، انطلقت من بلدة صغيرة في ريف دمشق، لتصبح علامة يعرفها ملايين الناس في أكثر من 95 دولة، وهذا إن دلّ على شيء فيدل على أنه حقاً “الموضوع فيه إنًّ”.

أهمية الشركة لا تكمن فقط في كونها شركة ناجحة اقتصادياً، بل في كونها تمثل نموذجاً لنجاح الصناعة الغذائية العربية في بيئة تنافسية شرسـ.ــة، في وقت تســــتحوذ فيه العلامات العالمية الكبرى على الأسواق، استطاعت “الدرة” أن تحجز لنفسها مكاناً ثابتاً، بل وأن تصبح سفيرة للمطبخ العربي في العالم.

“الدرة” اليوم ليست مجرد شركة، بل هي “حكاية بقاء” و”ذاكرة طعام” تعيش في بيوت الناس حول العالم، هي مثال على أن النجاح لا يحتاج دائماً إلى موارد طبيعية ضخمة، بل إلى رؤية واضحة، ارتباط بالهوية، وقدرة على مخاطبة الناس بلغتهم الأجمل “لغة الطعام”.

شاهد أيضاً

إطلاق برامج مجموعة الصين للإعلام العالية الجودة في نانتونغ

شام تايمز – متابعة أقيم حفل افتتاح فعالية برامج مجموعة الصين للإعلام عالية الجودة بعد …