شام تايمز – متابعة
ودعت تونس الفاضل الجزيري (77 عاماً)، بعد صراع طويل مع المرض. رحيله كان وداعاً لفنان لم يكن مجرّد صانع عروض، بل حارساً لتاريخ وطنه وراوياً لشعبه.
الجزيري أحد أعمدة تونس الثقافية والفنية الذين تركوا بصمة لا تُمحى في ذاكرة المسرح والسينما والموسيقى. الفاضل الجزيري، المخرج والممثّل والملهم الذي قضى أكثر من 4 عقود يروي من خلال فنّه قصة الوطن وروح الإنسان. رحل الجزيري لكنّ إرثه الفني الغني سيظلّ حيّاً في وجدان كلّ من عرف قيم الفن الحقيقي، وفهم أنّ الإبداع ليس مجرّد عرض، بل هو فعل مقاومة وصوت للذاكرة.
خلال مسيرته الفنية الطويلة، قدّم الراحل أدواراً في عدة أفلام كما أخرج أعمالاً وثائقية مهمة مثل “ثلاثون” و”خسوف”، اللذين وثّقا تاريخاً فنياً وثقافياً هاماً. وكان اسمه مرتبطاً بعروض موسيقية غنية، أبرزها عرض “النوبة” عام 1991 الذي جمع مئات الأصوات في تجربة روحانية استثنائية، إضافة إلى عرض “الحضرة” الذي كرّره في نسخ متعدّدة على مدى سنوات طويلة، إضافة إلى عرض “المحفل” الذي افتتح به “مهرجان قرطاج الدولي” عام 2023.
آخر إبداعات الجزيري كان عرض “جرانتي العزيزة”، الذي أُقيم مساء أمس في الدورة الـــ 59 من “مهرجان الحمامات الدولي”، عرض حوّل فيه الجزيري آلة الكمنجة إلى شخصية مركزية تحمل صوت الحنين والتاريخ، جاعلة من المسرح فضاءً متعدّد الأبعاد.
أسس مركز الفنون بجربة لدعم المبدعين في الجهات، ووقف دائماً مع قضايا الفنانين والمرأة، مدافعاً عن حقوقهم في وجه الإقصاء والتمييز. كان صوتاً حقيقياً للتغيير والتمسّك بالقيم الإنسانية.