شام تايمز – متابعة
أقامت منظمة سلام بالتعاون مع منظمة بنفسج اليوم، مبادرة “ذاكرة وانتماء” في حي تل الحجارة بدمشق القديمة ، وذلك بهدف التعريف بالمعالم والأوابد السورية، وتعزيز الهوية والتنوع الثقافي.
تأتي الفعالية ضمن مشروع جسور السلام، شارك فيها أكثر من 75 شخصاً، انضم إليهم 10 من المشاركين والمتطوعين من فريق “يلا رايد”، في جولة بالدراجات الهوائية عبر شوارع دمشق القديمة.
انطلقت الفعالية من غاليري مصطفى علي، بحوار حول فنون العمارة الدمشقية الأصيلة وما يحمله المكان من مزيج بين الإبداع الفني وخصوصية البيوت الدمشقية القديمة، حيث قدمت رئيس مجلس أمناء منظمة سلام المهندسة علا عبد الله، شرحاً عن العناصر المعمارية للبيت الدمشقي التقليدي، والتي راعت خصوصية التقاليد الأسرية حينها، موضحةً أهمية الفناء (أرض الديار) كونها مركزاً للحياة الأسرية ومتنفساً للعائلة، لما تحتويه من بحرة وأشجار ونباتات وأسقف مزخرفة.
كما استعرضت تقسيمات البيوت الكبيرة إلى سلاملك (للضيوف)، زحرملك (للسيدات)، وخدملك (لخدم البيت)، مشيرةً إلى أن تنوع الزخارف وحجم الأفنية كان يتناسب مع حالة العائلات المادية ومكانتها الاجتماعية، إضافةً إلى الإيوان الموجه نحو الجنوب للتبريد.
من جانبه، أوضح ربيع سليمان مدير غاليري مصطفى علي، أن الغاليري تأسس عام 2004 بعد إعادة ترميمه، بصورة حافظت على طابع البيت الشامي القديم، فأصبح مؤسسة فنية تدعم الفنانين الشباب والفن السوري، فضلاً عن المشاركة وتنظيم العديد من الفعاليات الدولية.
المحطة الثانية كانت في بيت فارحي، حيث تم تنظيم لعبة “مونوبولي سلام”، وهي نسخة من اللعبة الشهيرة، ولكن بأسلوب مرتبط بنواحٍ ثقافية وأسئلة تراثية تفاعلية في لعبة رياضية ثقافية، حيث قُسم المشاركون وهم من مختلف المحافظات والفئات العمرية إلى فريقين، وسط أجواء من الحماس والتنافس الودّي.
وحسب القائمين على البيت، فهو يعود إلى فارحي المعلم باشا الذي عينه والي دمشق كجابي ضرائب من التجار، ثم بقي خلال الاحتلال الفرنسي مكاناً تقطنه عائلات من كل الأديان، وفي عام 2005 استثمر من قبل رجال أعمال، ثم توقف في 2011، وحالياً هو مقر لمنظمة مدنية.
ثم توجه المشاركون بعد ذلك إلى فندق تاليسمان، وهو أحد أجمل البيوت الدمشقية التي تحولت إلى فندق، للتعرف على تفاصيل العمارة التقليدية وما تحمله من إرث حضاري عريق، فحسب القائمين عليه تحول هذا المكان لأهم وجهة للسياح القادمين لدمشق، وخاصةً أنه الفندق الأثري الوحيد ضمن المدينة الذي يحوي مسبحاً، ويعود عمره إلى 150 سنة، أُعيد ترميميه وتأهيله كفندق عام 2006، وهو ذو طابع تراثي تم فيه مزج الألوان بطلة بهية.