شام تايمز – متابعة
يستعرض كتاب “قوة القراءة: من سقراط إلى تويتر”، لعالم الاجتماع المجري الكندي فرانك فوريدي، الصادر حديثاً عن المركز الأكاديمي للأبحاث في بغداد بترجمة هاني حجاج، تطور مفهوم القراءة عبر العصور، ويركّز على التحولات التي شهدتها ثقافة القراءة في القرن الحادي والعشرين، حيث تتداخل الوسائط الرقمية وتزداد سرعة وكمية المعلومات. يجادل فوريدي بأهمية استعادة فن القراءة الذي لا يقل أهمية عن فن الكتابة، مؤكّداً أن القراءة ليست مجرد مهارة تقنية.
يحتوي الكتاب على مقدّمة تليها ثمانية فصول رئيسية تتناول موضوعات مختلفة، بدءاً من التناقضات الثقافية، مروراً ببحث القراءة عن المعنى، وديمقراطية القراءة وتزايد أعداد القرّاء، ثم ثورة القراءة في عصر التنوير، وتأثير “ويرثر” على القارئ المعرّض للخطر (مصطلح يستخدم لوصف كيف يمكن لتغطية إعلامية أو قصة ما أن تؤثر سلباً على سلوك الأشخاص)، والعلاقة المستمرة بين القراءة والصحة، وتعقيدات القراءة، وصولاً إلى التحول من التنوير إلى خيبة الأمل.
كذلك يستعرض المؤلف، تاريخياً، أثر تلك الصراعات بدءاً من عصر الفيلسوف اليوناني سقراط، مروراً بعصر النهضة، وحتى عصر وسائل التواصل الاجتماعي المعاصر، مؤكّداً التشابه في محاولات التحكم بالقراءة عبر الزمن.
ينتقد الكتاب الفكرة القائلة بأن الإنسان العادي غير قادر على اختيار الكتب المناسبة بنفسه، ويشكك في تقسيم القرّاء إلى مستويات متفاوتة، كما يؤكّد المؤلف رفضه النخبوية في القراءة. ويختم بخلاصة مفادُها أنّ القراءة في فترات تاريخية معينة كانت تُعتبر مضرة بالصحة بسبب الإفراط فيها، فإنّ التحدي الأكبر في عصرنا الحالي يكمن في تراجع معدلات القراءة نتيجة الانتشار الواسع للتكنولوجيا الرقمية.