شام تايمز – متابعة
قبل نحو عام، تمّت دعوة 100 فنان معاصر بارز من حول العالم، لنسخ روائع فنية من مجموعة متحف اللوفر في باريس، وجاء في الدعوة: “تخيّل نسخة عن عمل أصلي تختاره من مجموعات اللوفر”.
ومن بين المشاركين المدعوين لأداء هذا العمل، وفكّ الرموز والتحقيق والفهم، رسامين ونحاتين وفناني فيديو ومصمّمين وكُتّاب، فضلاً عن فنانين مشهورين مثل جيف كونز، وبول مكارثي، وجولي مهريتو، وكاميل هينروت، وكلير تابوريه، وجوليان كروزيه وآخرين.
شكّلت أعمال المدعوين المقلّدة، أساس معرض “الناسخين” في مركز بومبيدو – ميتز، في شمال شرق فرنسا. الذي انطلق في 12 يونيو ويستمر حتى 2 فبراير 2026.
تتداخل في المعرض العصور القديمة بالحديثة، وصولاً إلى القرن التاسع عشر، كما يكشف المعرض عن تعدّد الفترات الزمنية التي تتعايش في متحف اللوفر.
من بين الأعمال المقلّدة، لوحة “الحرية تقود الشعب” لأوجين ديلاكروا (1830)، ولوحة “صورة رجل” لجيوفاني بيليني (1475-1500)، و”طوف ميدوسا” لثيودور جيريكو (1818-1819)، و”محادثة في حديقة” لتوماس غينزبورو (1746-1748).
ابتداءً من عصر النهضة، كان نَسخ التحف الفنية ركناً أساسياً من تدريب الفنانين، إلا أن هذا الاهتمام بدأ يتراجع في أواخر القرن التاسع عشر. لكن يبدو أن مسألة النسخ عادت إلى الواجهة. إذ شهدنا عودة إلى التصوير في الرسم المعاصر، حيث يستعير العديد من الرسامين، زخارف من أعمال الماضي ويبثّون فيها روحاً جديدة.
كما أن طبيعة النسخ تشهد تحولاً بفضل التكنولوجيا الرقمية: فتكاثر الصورة وتوافرها، وتجريدها، وغياب الوسيط المادي، كل ذلك يُشكّل وسيلة للنسخ. كذلك اتسع معنى النسخ، بدءاً من المسح ثلاثي الأبعاد في النحت، الذي يسمح بنسخ أكثر دقة، وصولاً إلى ألعاب الفيديو ونسخ الحياة في العالم الرقمي”.