شام تايمز – متابعة
صدر عن دار كنوز كتاب “الهنجارنية الحسناء.. الجاسوسة الإسرائيلية التي فخخت حزب الله وقتلت قادته”، للكاتب الصحفي حمادة إمام مدير تحرير جريدة الشروق.
حاول الكاتب أن يثبت في كتابه أن عملية تفجير أجهزة “البيجر” التي فجرت في وسط بيروت وأصابت وقتلت العديد من عناصر حزب الله وتطورت لقتل قادة الحزب بمن فيهم حسن نصر الأمين العام للحزب وكبار معاونية لم تبدأ من بيروت.
ويقول الكاتب في 17 سبتمبر 2024 أعلن حزب الله أن المئات من مقاتليه وآخرين من المواطنين اللبنانيين أُصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة بعد انفجار أجهزة “بيجر” كانوا يحملونها “البيجر هو جهاز اتصال إلكتروني لاسلكي صغير ومحمول”.
ويضيف أن القناة العاشرة الإسرائيلية بثت تقريرًا مصورًا مترجمًا باللغة العربية تحت عنوان “من المصنع في تايوان إلى الشقة المشبوهة في بودابست”، أشار إلى وجود كثير من التقارير المتضاربة، ولكنَّ أمرًا واحدًا برز من بينها أن هذه العملية لم تبدأ من لبنان.
إذا لم تكن العملية قد بدأت من لبنان، وإنما كان لبنان بمثابة خشبة المسرح الذى وقف عليه المؤدون لبدء العرض بعد رفع الستار، فهذا يعني أنه قبل عملية رفع الستار كانت في الكواليس عمليات وتجهيزات مهدت كلها لبدء العرض، والذى تمثل في تفجير أجهزة الاتصالات في يد ووجه وعيون كل من يحملها لحظة إعطاء إشارة بدء العرض.
وإذا كان التفجير هو المشهد الأهم في العرض، فإن عمليات الإعداد التي جرت خلف الكواليس لتجهيزه تكون أكثر أهمية من المشهد ذاته؛ لأنها تحمل تفاصيل رحلة العملية من المصنع في تايوان، حيث مكان إنتاج الأجهزة، إلى الشارع اللبناني، حيث تم تنفيذ العملية.
عملية نقل البيجر لم تكن مباشرة من تايبيه في تايوان، حيث مصنع الإنتاج، إلى الضاحية الجنوبية بلبنان، حيث مسرح العرض، لكنها مرت بمراحل متعددة وعلى عدة دول، وطُبقت عليها قواعد التفتيش والفحص الجمركي أحيانًا، وإعادة التغليف والتعبئة، ونزع الملصق الذي يحمل شهادة ميلاد البيجر في تايوان، واستخراج شهادة ميلاد أخرى باسم جديد بعد إدخال تعديلات في أحيان كثيرة. ولكل مرحلة من مراحل رحلة البيجر تفاصيل تكشف كيف نجح الموساد في إقناع حزب الله بشراء هذا النوع من الأجهزة ومن المورد هذا بالتحديد بكامل إرادته.