شام تايمز – متابعة
صدر عن دار تكوين الكويتية (2024)، للكاتبة الأميركية ربيكا سولنيت في “شهوة التجوال: تاريخ للمشي”، ترجمة نوال العلي.
ومن خلال التجربة الشخصية والسرد الروائي، المدعّم بمراجع وشهادات لكُتّاب وناشطين وأشخاص عاديين، شكّل المشي، الذي غالباً ما يُنظر إليه كأمر عابر، جزءاً جوهرياً من حياتهم.
تتوقّف الكاتبة عند طقوس الحج الروحي، التي يمارسها بعض شعوب أميركا الشمالية، ممن يقطعون المسافات الطويلة سيراً على الأقدام نحو “سانتواريو دي تشيمايو” في ولاية نيو مكسيكو. وتبيّن كيف يتحوّل الجسد السائر إلى حاملٍ للنية، ووسيطٍ بين الأرض والمقدّس.
تضيء على التجوال باعتباره ممارسة ثقافية مشروطة بالمكان والزمن، وتستعرض كيف أن نوادي المشي التي ظهرت في أزمنة حديثة، ليست سوى امتداد لفكرة قديمة حول “المشي كفعل اجتماعي”.
تفرّق الكاتبة بين المشي بوصفه وسيلة تنقّل، كأن يصل موظف المكتب إلى القطار، وبين المشي بوصفه فعلاً محمّلاً بالمعنى، يشبه في تعقيده الثقافي أفعالاً مثل الأكل أو التنفس حين تتحوّل إلى رموز إيروتيكية أو روحانية. بهذا المعنى، فإن المشي ليس فقط انتقالاً فيزيائياً، بل حركة ثقافية ساهمت في تشكيل المدن، والخرائط، والأساطير، والشعر، والتاريخ.