شام تايمز – متابعة
أعلنت جامعة لايدن الهولندية، إحدى أعرق الجامعات الأوروبية وأقدمها، عن نيتها إلغاء عدد من برامجها الدراسية في مجال الدراسات الإنسانية، من بينها تخصصا الدراسات الأفريقية واللغة العربية، ضمن خطة تقشفية فرضتها الحكومة اليمينية الهولندية على العديد من برامج التعليم، بسبب عجز مالي يُقدَّر بـ5.7 ملايين يورو سنوياً.
مع العلم أن اللغة العربية تُدرّس في جامعة لايدن منذ عام 1586، وتضم أقدم كرسي جامعي للغة العربية في أوروبا، أُنشئ عام 1613، أي قبل 412 عاماً. وقد كان هذا القسم أحد أعمدة الاستشراق الأكاديمي في أوروبا، إذ شكل مشروعاً ثقافياً طموحاً، وخرّج أجيالاً من الدبلوماسيين والمستشرقين والمترجمين الذين لعبوا أدواراً محورية في فهم العالمَين العربي والإسلامي.
جاء القرار بالتزامن مع إعلان هولندا في العام الماضي خفض ميزانية التعليم العالي بمليار يورو، وهو ما اعتبره كثيرون ضربة قاسية للدراسات المتخصّصة في اللغات والثقافات غير الأوروبية. وقد أثار القرار تساؤلات مشروعة حول مستقبل الحوار بين الحضارات في القارة العجوز، إذ لم تقتصر الأزمة على جامعة لايدن فحسب، ففي نهاية العام الماضي أعلنت ثلاث جامعات أوروبية، هي أوتريخت ولندن وبرلين، عن دمج برامج دراسية مماثلة.
من جانبها، أعلنت جامعة أوتريخت الهولندية مؤخراً إلغاء دوراتها في لغات عديدة منها الألمانية، والفرنسية، والعربية، إلى جانب الدراسات الإسلامية، وذلك اعتباراً من العام الدراسي 2026–2027. وقد برّرت الجامعة قرارها في بيان قالت فيه: “إن هذه الدورات التي تديرها كلية العلوم الإنسانية بالجامعة، تجذب أقل من 25 طالباً سنوياً، وبالتالي لم تعد مجدية اقتصادياً”.
أما في جامعة لايدن، فقد قرر قسم العلوم الإنسانية تقليص عدد كبير من الدرجات العلمية، ما أدى إلى إلغاء 300 مقرر دراسي، وبالتالي تسريح عشرات الموظفين والمدرّسين، حسب موقع vrt البلجيكي. كما تم دمج اللغات الفرنسية، والألمانية، والإيطالية في درجة بكالوريوس واحدة بعنوان “اللغات والثقافة الأوروبية”. وفي ما يتعلق بدراسات الشرق الأوسط، تم إلغاء جميع التخصصات الفرعية (المسارات) مثل: العربية، والفارسية، والتركية، والعبرية، والدراسات الإسلامية، ودراسات الشرق الأوسط الحديثة.
أما برنامج الدراسات الأفريقية، فهو الوحيد في أوروبا الذي يُدرَّس باللغة الإنكليزية، وكان يُعدّ نافذة فريدة على القارة السمراء. وبالرغم من ذلك، قررت إدارة الجامعة التضحية بهذه التخصصات تحت ذريعة “قلة الطلاب” و”عدم الجدوى الاقتصادية”.