يحيى الفخراني وعودة الملك لير

شام تايمز – متابعة

عادت مسرحية “الملك لير” إلى خشبة المسرح القومي في القاهرة، مع فنان مثل يحيى الفخراني الذي يخوض مغامرته الثالثة مع هذا النص العصي، وقد بلغ من العمر ما يجعل تطابقه مع الشخصية أقرب من أي وقت مضى.

المخرج شادي سرور اختار أن يقدّم نسخة مختلفة، لا تعيد إنتاج العرض الأول للمخرج الراحل أحمد عبد الحليم (2001) ولا تكرر النسخة الثانية للمخرج تامر كرم (2019). بدا أنه يبحث عن توليفة توفق بين الحفاظ على روح النص الكلاسيكي، وتوظيف التقنيات البصرية والمشهدية المعاصرة، دون الوقوع في فخ الاستعراض المجاني. وقد تمثلت هذه الرؤية في تصميم المناظر المعتمد على شاشات ثلاثية الأبعاد، تعزز الإيحاء المكاني دون اللجوء إلى ديكور واقعي كامل، وفي الأزياء المصممة بدقة لتعبّر عن التحولات النفسية والاجتماعية للشخصيات. في بعض اللحظات، طغى الحس السينمائي على العرض، خصوصاً في مشاهد المعارك أو مشهد العاصفة، وهو ما جعل بعض النقاد يتساءلون عما إذا كان هذا الميل للتقنية ينسجم تماماً مع خشونة المسرح الشكسبيري، أم أنه يُفقد العرض شيئاً من بساطته التي تمنح النص بُعده الشعبي.

يعود أيضاً الفنان طارق دسوقي إلى خشبة المسرح في دور غلوستر، بأداء اتسم بكثافة وجدانية وصدق تمثيلي، خاصة في تجسيد الصراع الأخلاقي والإنساني في مشهد فقدان البصر، الذي جاء مشحوناً بالعاطفة والقسوة في آن. الممثلون الآخرون، ومنهم عادل خلف، وتامر الكاشف، وريم عبد الحليم، وطارق شرف، ومحمد العزايزي، قدموا أدوارهم باحترافية واضحة. وبدا أن هناك حرصاً جماعياً على الالتزام بميزان الأداء الكلاسيكي الذي يتطلب وضوحاً لغوياً وحضوراً جسدياً.

الموسيقى التي ألفها أحمد الناصر كانت جزءاً أساسياً من البناء الدرامي، إذ دعمت المشاهد المحتدمة، ووسّعت من الفضاء النفسي للنص. أما الإضاءة، بتصميم محمود الحسيني، فقد لعبت دوراً مهماً في خلق الإيهام المسرحي، خصوصاً في مشاهد الليل والعاصفة، ومثلت جسراً بين التقنية والدراما. المصممة علا علي أنجزت أزياءً مُتقنة أعادت خلق الحقبة الزمنية التي تنتمي إليها المسرحية، دون الوقوع في اجترار تاريخي ممل. وكانت ألوان الأزياء بمثابة سجل سردي موازٍ لتحولات الشخصيات

 

شاهد أيضاً

الأكثر مبيعًا في نيويورك تايمز.. كتاب “أربعة من أيداهو”

شام تايمز – متابعة يضم قائمة الأكثر مبيعا في نيويورك تايمز، كتاب يسرد تفاصيل جرائم …