شام تايمز – متابعة
يستقصي الكاتب كريم جمال في صفحات مطوّلة من كتابه الجديد “سلوى: سيرة بلا نهاية” عن (دار تنمية)، واقعة مقتل سلوى حجازي وهي في عز شبابها المهني والأدبي، وذلك في 21 فبراير عام 1973 على متن الطائرة الليبية، التي ضمّت 106 ركّاب منهم أطفال في عمر ثلاث سنوات.
على الرغم من حياتها القصيرة نسبياً، يتوقف كريم جمال عند تعدّد وجوه سلوى حجازي، فتلك الشابة الحالمة هي إعلامية ناجحة وشاعرة تكتب بالفرنسية، ومترجمة حيث تضمن الكتاب صفحات بخط يدها، ترجمت فيها قصائد بودلير وهوغو.
الميزة الأساسية للسيرة، أنها لا تتوقف طويلاً عند الوجه الإعلامي المعروف، وإنما تعيد اكتشاف الشاعرة التي كرّمتها فرنسا، وترجم شعراء كبار قصائدها للعربية، ويعرض مقاطع عدة لها منها:
سلوى المولودة في 2 مايو عام 1935 وليس في يناير 1933 كما يشاع على الإنترنت، رحلت دون الأربعين، ويبدو وجهها للوهلة الأولى معبّراً عن الخديعة كأنها صبية مراهقة، على الرغم من أنها كانت أماً وزوجة لقاض، في زيجة تقليدية غالباً، بحكم أن والدها كان قاضياً أيضاً.
ينطلق الكتاب من مدخل خاص بتجربتها الإعلامية وهي شابة بعمر 25، تحمل ملامح بريئة كأنها فراشة لا تعرف الآثام والشرور، لكن خلف رقّتها البادية يومض عقل مثقف، وتتراءى أحلام بعيدة المنال، أو كما وصفها أستاذها الإعلامي صلاح زكي حين تقدّمت لاختبار المذيعات للمرّة الأولى بأنها “قطة بلا مخالب، صوتها حلم، وثقافتها لا تقاوم”.
كانت من أوائل الوجوه النسائية التي أطلّت على شاشة التلفزيون العربي، عند انطلاق بثّه صيف عام 1960، معبّراً عن وحدة مصرية- سورية لم تدم طويلاً..