“جائزة محمود درويش” بنسخة تونسية

شام تايمز – متابعة

في العاصمة التونسية، مُنحت جائزة تحمل اسم الشاعر الفلسطيني محمود درويش في دورتها الأولى للشاعر التونسي الراحل محمد الصغير أولاد أحمد (1955–2016)، تكريماً لمسيرته الشعرية التي تميّزت بالمزج بين الغنائية والنقد السياسي والاجتماعي. وقد تسلّمت الجائزة زوجته وابنته في احتفال أُقيم الجمعة بمكتبة الكتاب.

وقد مُنحت الجائزة لأولاد أحمد عن “مجمل أعماله الشعرية والأدبية، ولمسيرته الحافلة بالقيم الإنسانية”، وفقاً لما أعلنه القائمون على الجائزة. يترأس لجنة التحكيم الأكاديمي عبد الحميد لرقش، وتدعم الجائزة مؤسسات جامعية وثقافية من بينها: مركز الفنون للثقافة والآداب بقصر السعيد، وكرسي الإيسيسكو “ابن خلدون للثقافة والتراث”، وكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة.

كان أولاد أحمد قد اتخذ موقفاً مبكراً من الجوائز الرسمية، فاختار نشر أعماله الشعرية على نفقته الخاصة، ورفض جائزة الاستحقاق الثقافي لرئيس الجمهورية التي كانت ستُمنح له عام 1993 من نظام زين العابدين بن علي. كما خضعت أعماله للرقابة، فقد مُنع ديوانه الأول نشيد الأيام الستة من النشر عام 1985 في عهد بورقيبة، ولم يُطبع إلا بعد ثلاث سنوات. وقد تعرض للسجن لفترة قصيرة، ثم فُصل من عمله لمدة خمسة أعوام.

لم يكن شعر أولاد أحمد منفصلاً عن واقعه الإنساني والسياسي، بل كان تعبيراً عن التزامه بالتحرّر من قيود السلطة، سواء أكانت سياسية كسياسات الحكّام، أو دينية بادّعاءاتها احتكار الحقيقة. وقد تجلّى موقفه هذا بوضوح بعد الثورة التونسية، إذ عارض استغلال الإسلام السياسي للدين بغرض تحقيق أهداف سلطوية، ما جعله عرضة لاعتداء لفظي وجسدي من مجموعات محسوبة على التيار السلفي عام 2012.

تميّز شعره بالغضب والسخرية معاً، وقد نال خلال حياته جائزة قرطاج العالمية للشعر عام 2011. ومن أبرز أعماله: “ليس لي مشكلة” (1989)، “تفاصيل” (1989)، “جنوب الماء” (1991)، “الوصية” (2002)، “حالات الطريق” (2013)، و”قيادة شعرية للثورة التونسية” (2013).

شاهد أيضاً

بعد غياب طويل.. محي الدين اللاذقاني في اتحاد الكتاب العرب

شام تايمز _ متابعة انعقدت في اتحاد الكتاب العرب ندوةْ فكريّة حملت عنوانًا أشبه بسؤالْ …