حلب.. عروس الصناعة السورية تعانق الأمل بمعرض “خان الحرير” التخصصي

شام تايمز ـ حلب ـ أنطوان بصمه جي

تحت سماء حلب التي شهدت قروناً من ازدهار تجاري جعلتها عاصمة النسيج الشرقية، انطلقت اليوم الجمعة فعاليات المعرض التخصصي للألبسة الرجالية في فندق شيراتون حلب، لتُعيد إحياء أمجاد الماضي وسط تحديات الحاضر.

يشكل المعرض التخصصي شعلة أمل في ظلام سنوات الحرب، حيث اجتمع 40 شركة محلية تحت سقف واحد، تحمل بين طياتها تاريخاً من الإبرة والخيط، وطموحاً لكتابة فصل جديد من الإنتاج.

بينما يتجول رجال الأعمال وتجار الجملة بين الأجنحة، يحمل كل منهم ذاكرة عن حلب التي كانت تُلقب بـ”ملكة الصناعات النسيجية”، يتحدث مؤيد النجار المكلف بأعمال غرفة صناعة حلب، عن هذا المعرض كجسر يعبر به المنتج المحلي من ورش الإنتاج المُتعثرة إلى أسواق تُنعش الاقتصاد. ويضيف: هنا نُعيد للصناعة السورية رونقها، فكل قطعة ملابس تحمل هوية حلبية صُنعت بأيدٍ ماهرة ترفض الاستسلام.

أما محمد زيزان رئيس لجنة المعارض، فيشير إلى أن هذا الحدث ليس مجرد عرض للملابس، بل معركة لإعادة تشغيل آلاف الورش التي أُغلقت أبوابها، لافتاً إلى التحدي الأكبر المتمثل بإيجاد مكان دائم للمعارض، فالمعارض مهما كانت فخمة لا تُغني عن أرضية صناعية حقيقية.

في زاوية من المعرض، يقف الصناعي مصطفى مز القادم من محافظة اللاذقية ليعرض تصميمات تزاوج بين الأناقة الرسمية وحيوية الملابس الرياضية، قائلاً: “هذه الفرصة ذهبية لنسج شبكة علاقات تصل بمنتجاتنا إلى كل بيت سوري”. بينما يتفحص الزائر محمد خميس سترةً صوفيةً بإعجاب، ويُردف: “الجودة نفسها التي عرفتها حلب قبل الحرب، والبحث عن جودة المنتجات وإيصالها بأسعار تناسب المواطنين.

الجدير بالذكر أن المعرض التخصصي سيمتد لثلاثة أيام، تتطلع العيون إلى توقيع عقود تُشبه خيوطاً ذهبية تربط بين المصنّعين والتجار، في خطوة يُؤكد المنظمون أنها بداية لمسيرة طويلة، فحلب التي عانت من انهيار 60% من منشآتها الصناعية خلال الحرب، تحاول اليوم أن تنسج من الخيوط الممزقة ثوباً جديداً، قد لا يلمع كالسابق، لكنه يحمل وعوداً بإقلاع اقتصادي يُعيد لها مكانتها كقلعة صناعية تتحدى الأزمات.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة تدعو لحماية العاملين بالمجال الإنساني

شام تايمز – متابعة دعا الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، إلى اتخاذ إجراءات لحماية …