شام تايمز – متابعة
صدر كتاب “المرأة الدينية المرأة النسوية” عن دار الرافدين في بيروت، للناقدة العراقية د. موج يوسف، وقدّم له الناقد السعودي الدكتور عبد الله الغذامي.
يكشف الكتاب عن جدليات متعددة أبرزها: هل يمكن معالجة موضوع المرأة في النص السردي والرواية تحديداً عبر الفعل الأدبي؟ وهل كل ما يكتب تحت اسم الرواية يمكن أن نسلّم به ونعده رواية؟ وما فرق علم اجتماع الأدب عن المنهج الاجتماعي والنقد الثقافي والمناهج السوسيولجية؟ وكيف نجعل النقد يتعاطى مع الحياة؟
ينقسم الكتاب إلى قسمين يختلفان في الرؤية ويشتركان في موضوعة المرأة، الباب الأول بعنوان: رؤية الكاتبات للمرأة والمجتمع وفيه تحاول الناقدة معالجة قضايا شائكة متعددة؛ لذا جاء تقسيم الفصول ليشمل ما عانت منه المرأة في كل المجتمعات، لكن على لسانهن، فكان الفصل الأول بعنوان: العنف الاجتماعي متحرك ضد سكونها، وتناول موضوعات التابو كما عنونتها مؤلفة الكتاب، وهي: اغتصاب المرأة مجتمع شريعة الغاب، والتمييز الجنسي عقيدة المجتمعات الأبوية، السحر والخرافة، إيمان يستتر في «أنا» المرأة المقهورة. ولم تُغفل موج يوسف مآسي الحروب وما تصنعه في الذوات الإنسانية؛ لذا قررت أن تقرأ تاريخ الحروب العراقية كما ترويه النساء، فوضعت فصلاً بعنوان: تاريخ الحروب كما تقصه الكاتبات، وتوزع على موضوعات ذات عتبة نصية تكشف عن المضمون، وهي: حرب الخليج الأولى الإيرانية جمر بذاكرة الرواية، وحرب الخليج الثانية الاحتراق الكامل، واحتلال بغداد رمادٌ نُثر على دجلة… وهي تصور وضع بغداد وما مرت به النساء كما مرّ به الحلاج عندما صُلب وقُتل وأُحرق ونُثر رماده في دجلة.
كذلك تناولت أنماط المرأة في المجتمع عبر قضيتين : الأيديولوجية ورؤية العالم، وفرقت بين هذين المصطلحين وأهميتهما في النص، فوضعت عنواناً لفصل باسم: «أيديولوجيا تخنق النصّ ورؤية عالم مغلقة، وبيّنت كيف تؤثر الأيديولوجيا على الشخصية من ناحية فكرية؛ لذا أنماط المرأة لم تكن مستحدثة، وإنما نمطية نحو ما وصفته الناقدة.
أما القسم الثاني من الدراسة جاء لكشف ومكاشفة رؤية العالم عند الكتّاب، فحمل عنوان: “رؤية الكتّاب لشخصية المرأة في الرواية”، تناولت فيه ثنائية المركز والهامش وتحديداً عند المرأة، وطرحت موضوعات من بينها: شخصية المرأة مركزاً فنياً واجتماعياً، والمرأة هامش اجتماعي ومركز فني، شخصية المرأة هامش فني ومركز اجتماعي. ولعل موضوعة الجسد كانت المتن الأهم في الكتابات السردية كما ترى المؤلفة. وهي تلاحظ كيف وظفه أغلب الكتّاب توظيفاً تسويقياً لأجل الترويج لبضاعتهم السردية المتكدسة، وكان جسد المرأة العلامة العالمية للتسويق.
وتختم الدراسة بوضع مصطلح نقدي يضاف إلى مصطلحات النقد السردي، وهو “الحلولية الكونية” الذي أفرغته من محتواه الصوفي وحقنته بمفهوم فني، وتعني به أن تحلَّ رؤية الكاتب عبر الراوي سواء كان العليم أو المخاطب أو الغائب بشخصية المرأة، فيصيران ذاتاً واحدة ورؤية واحدة.