شام تايمز الإخباري رؤية لسورية أجمل
مقالات مشابهة
شام تايمز – متابعة
ألقى وسام عامر، عميد “كلّية الإعلام” في “جامعة غزّة” والباحث في “جامعة كامبريدج”، محاضرة تحت عنوان “وجهات نظر حول التغطية الإعلامية الدولية للحرب الإسرائيلية على غزّة 2023 – 2024: صناعة الرأي العام وهندسة الجماهير الغربية”، في “البيت العربي” بمدينة قرطبة الإسبانية، قدّم فيها تحليلاً نقدياً لدَور وسائل الإعلام في أوروبا والولايات المتّحدة الأميركية في تشكيل تصوّرات الرأي العام حول حرب الإبادة في غزّة، مُركّزاً على مظاهر التظليل والتحيّز في الإعلام الغربي وتأثيراتها في السرديات العالمية.
يقارن عامر بين التغطيات الإعلامية للحرب على غزّة في كلّ من الولايات المتّحدة وبريطانيا وألمانيا، ليُظهر كيف أنّ وسائل الإعلام الغربية انحازت، في الغالب، إلى السرديات الإسرائيلية، وتجاهلت السياقات التاريخية والجيوسياسية للقضية الفلسطينية.
وفي هذا السياق، يلفت الباحث الحاصل على دكتوراه في دراسات الإعلام وتحليل الخطاب من “جامعة هامبورغ” الألمانية عام 2015 إلى استخدام الإعلام الغربي مصطلحات بعينها، مثل “الحرب بين إسرائيل وحماس”، وتأثير ذلك في تشكيل تصوّرات الجمهور، ويضيء على انشار المعلومات غير المدقَّقة على نطاق واسع، وكيف تُسهم في تقديم صورة مشوَّهة عن الحقيقة، كما يتناول تكرُّر أُطرٍ بعينها في التغطيات الإعلامية؛ مثل: “حقّ إسرائيل في الدفاع عن النفس” واتّهام حماس بـ”استخدام المدنيّين كدروع بشرية” واعتبار حرب الإبادة “صراعاً بين طرفَين”، بينما تغيب مصطلحاتٌ مثل الفصل العنصري والتطهير العرقي والإبادة الجماعية؛ وهي مظاهر تعكس، وفقه، التفاوت الصارخ في ميزان القوى، إلى جانب التأثيرات الأيديولوجية على نقل الأخبار.
تتطرّق المحاضرة، أيضاً، إلى دَور “الصحافة المدمجة” (المراسلون الحربيون المرتبطون بالوحدات العسكرية) في المنطقة في الحدّ تعدُّد الأصوات والروايات حول الحرب؛ حيث يكتفي الصحافيون الدوليون، في الغالب، بنقل الرواية الرسمية الإسرائيلية، في مقابل التشكيك في أصوات الضحايا الفلسطينيّين أو التقليل من شأنها.
ويخلص وسام عامر، في محاضرته، إلى أنّ التغطية الإعلامية الغربية لم تُسهم في التضليل فحسب، بل أيضاً في تآكل مصداقية الصحافة، لافتاً إلى أهمّية معالجة هذه التحيّزات باعتبار هذه الخطوة أساسيةً لضمان نقل المعلومات بشكل دقيق ومتوازن ومسؤول حول النزاعات وتبعاتها الإنسانية.
