كاتب سعودي يكشف سر صورة الشرق في سينما هوليوود

شام تايمز – متابعة

يحلل الكاتب والمخرج السعودي عبد المحسن المطيري في كتابه الصادر حديثاً “نظرة أمريكا للشرق، سينمائياً” الطريقة التي شكَّلت بها السينما الأميركية صورة نمطية للشرق، بكل ما فيه من تنوّع ديني وعرقي وثقافي، ولا يكتفي الكاتب في مؤلفه برصد المشهد السينمائي، بل يغوص في خلفياته السياسية والإعلامية، رابطاً بين عدسة الكاميرا ومنطق الهيمنة العالمي.

ويرى المطيري أنه في العقود الأخيرة، خصوصاً في فترة الثمانينات والتسعينات، كانت هناك صورة نمطية موحدة للرجل الخليجي -على سبيل المثال- في السينما العربية، وكذلك في الإعلانات التجارية التي كانت تشرف عليها شركات عربية، ثم لاحظ أن الصورة تغيَّرت نسبياً مع زيادة الوعي وتكيف المجتمع مع أهمية الصورة والمحتوى البصري في تقديم صورة إيجابية للفرد الخليجي، وأردف: «هذا خلق لديَّ اهتماماً أكبر لمعرفة درجة تغير شكل الشخصية العربية في السينما العالمية خلال العقود الماضية».

في كتابه، ينطلق المطيري من فرضية أن الصورة ليست مجرد تمثيل بصري، بل خطاب سياسي وثقافي يُنتج الآخر وفق سردية مَن يمتلك أدوات القوة، وهو هنا يُحيل القارئ إلى الإرث الاستشراقي الذي أسَّس له الغرب عبر الأدب والفن والتوثيق، قبل أن يتحول إلى صورة متحركة في السينما. كما يبرز أثر الاستعمار وتاريخ الحروب في رسم معالم «الرجل الشرقي» بوصفه رجلاً بدائياً، متطرفاً، مغيباً، أو شهوانياً، في مقابل الرجل الغربي المتحضر، المثقف، صاحب الرسالة.

وينقسم الكتاب إلى فصول منظمة، تبدأ بتاريخ الصورة النمطية، ثم تصنّف أنواعها، وتربطها بالبروباغندا السياسية. كما يخصص فصولاً مهمة لتحليل كيف تعاملت هوليوود مع العالمين العربي والإسلامي، وكيف تحوَّلت صورة «الرجل الروسي العدو» في الحرب الباردة إلى «الرجل العربي الإرهابي» بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول).

ويقدّم المطيري أمثلة سينمائية متعددة -مثل Syriana، The Kingdom، American Sniper- ويشرح كيف يتم «تأطير» الشرق بوصفها أرض فوضى، لا يأتي الخلاص لها إلا من الخارج. كذلك يناقش «أمركة البصر»، من خلال دمج الثقافة الغربية في أفلام موجهة للأطفال تدور في سياقات شرقية.

ويولي الكتاب أهمية خاصة لتصوير المرأة الشرقية، بوصفها ضحية دائماً، إمّا مُغَيبة أو مستلبة، وتُستخدم غالباً أداة لتعميق شيطنة الرجل الشرقي. كما يتطرق إلى النمطية المكررة في تصوير شعوب مثل اليابانيين، والمكسيكيين، والسود، في سياقات تتأرجح بين السذاجة والتجريد والشيطنة. وبشكل عام، يعد الكتاب مساهمة محلية في نقد البصريات الغربية من زاوية عربية واعية، ويفتح الباب لمزيد من النقاش حول أهمية «الوعي البصري» لدى المشاهد وصانع الأفلام العربي.

 

شاهد أيضاً

“سوق الأسئلة”.. مسرحية على خشبة القباني

شام تايمز – متابعة حوّل الكاتب “غزوان البلح” رواية “رصاصة” للكاتب الراحل “فؤاد حميرة” لتبصر …