شام تايمز – متابعة
يتوسّط معرض “في رحاب مكّة: رحلةٌ عبر مناسك الحج والعمرة”، المستمرّ في “متحف الفنّ الإسلامي” بالدوحة حتى الثلاثين من ديسمبر/ كانون الأوّل المُقبل ،نموذجٌ طبق الأصل للكعبة ، يُعرّف بأبرز معالمها: الباب؛ وهو بوّابة مصنوعة من الذهب وتُزينها نقوشٌ إسلامية وآيات قرآنية، وكسوة الكعبة؛ وهي غطاء من الحرير الأسود مُطرزٌ بالشهادتَين ويُبدَّل كلّ عام مع قدوم موسم الحج، و”ميزاب الرحمة”؛ وهي قناةٌ ثُبّتت على سطح الكعبة في الجهة الشمالية لتصريف المياه المتجمّعة فيه عند غسل السطح أو سقوط الأمطار.
يضمّ المعرض، أيضاً، نسخة طبق الأصل من مصحف أنجزه الخطّاط العثماني أحمد قره حصاري (1468 – 1555) في 300 صفحة مزخرفة ومذهَّبة. والمصحف المحفوظ حالياً في “متحف قصر طوب قابي” بإسطنبول، يتميّز، عن غيره، بأنّ كلّ صفحة منه تتضمّن خمسة أقسام، كما أنّه يجمع بين اثنين من أبرز أنواع الخطّ العربي؛ هُما خطّ الثُّلث الذي كُتبت به الأقسام الثلاثة الكبرى، وخطُّ النَّسْخ الذي كُتب به القسمان الآخران.
يُضيء المعرض على مناسك الحج والعمرة، من خلال مجموعة أعمال فنّية ومقتنيات من المجموعة الخاصّة لجامع المقتنيات القطري راشد المريخي الذي أسهم في تصميم المعرض.
يضم نسخة طبق الأصل من مصحف أنجزه الخطّاط العثماني أحمد قره حصاري
وقبل المعرض الحالي، احتضن “متحف الفنّ الإسلامي” عدّة معارض وفعاليات حول الحج؛ أبرزُها معرض “الحج: الفنّ في رحاب الرحلة”، الذي أقامه بين أكتوبر/ تشرين الأول 2013 ويناير/ كانون الثاني 2014، واصفاً إيّاه بأنّه “الأوّل من نوعه الذي يُقام في العالم الإسلامي، ويتناول الفنون التي تتمحور حول الحج، ورواية قصص الحجيج حول هذه التجربة الروحانية”؛ حيث أضاء، من خلال 144 قطعة فنّية من مقتنيات المتحف ومجموعات قطرية خاصّة إلى جانب قطعتَين من “المتحف البريطاني”، تاريخ الحج وقصص الحجاج عبر الأزمنة المختلفة، مركّزاً على شعائر الحج كما صوّرتها الفنون، وطُرُق الحج والخبرات التي يكتسبها الحجّاج بعد عودتهم من الحج، والهدايا التي كانوا يجلبونها.
وفي وقت لاحق، أصدر المتحف كتاباً بالعنوان نفسه، تضمّن صور القطع التاريخية والمخطوطات والمنسوجات والأغراض الشخصية والأفلام ورسومات الفنّانين الأوروبيّين وصور خمسة من المصوّرين العرب والغربيين والآسيويين، وغيرها من الأعمال الفنّية التي قدّمها المعرض، كما خُصّص جزءٌ من الكتاب لسرد التاريخ الشفوي على لسان الحجاج القطريّين.