شام تايمز – متابعة
صدر عن دار إشراقة بالقاهرة كتاب ” فالس إيدا “، الذي يبعث فيه الناقد والباحث إسحاق بندري برسائل إلى حبيبة متخيلة تدعى إيدا، لكنها لا تتعلق بلوعة الغرام أو الهوى المشبوب، وإنما بسحر الموسيقى وأسرار الغناء كما ظهرت في روائع السينما العالمية.
وتتناول الرسائل تحليلاً دقيقاً لمقطوعات موسيقية مثل السيمفونية والكونشيرتو والرباعيات الوترية ورقصات الفالس، فضلاً عن عدد من الأغنيات الشهيرة وشرح لموسيقاها التصويرية.
ويركز المؤلف في هذا السياق على أغنية «via en rose» أو «الحياة من منظور وردي» كما جاءت في نهاية فيلم «القبلة الفرنسية» بصوت مطرب الجاز الأشهر لويس أرمسترونغ. إنها الأغنية التي شدت بها في الأصل باللغة الفرنسية إديث بياف وذاع صيتها في أربعينيات القرن الماضي، ثم تلا ذلك تقديم نسختها الإنجليزية وإن اختلفت الكلمات بعض الشيء بين النسختين.
هذه الموسيقى الباريسية الحالمة والتي كثيراً ما صاحبت مشاهد وحوارات الكثير من الأفلام مثل فيلم «سابرينا» في نسختيه الأولى التي تعود لعام 1954 من بطولة أودري هيبيورن وهمفري بوجارت، إخراج بلي وايلدر. والثانية في عام 1995 من بطولة جوليا أرمند وهاريسن فورد، إخراج سيدني بولك. كما وردت نفس الأغنية في «القبلة الفرنسية»، 1995، بطولة ميج ريان، كيفن كلاين، إخراج لورانس كيسدن.
ويعود نجاح الأفلام التي وظفت تلك الأغنية بصوت بياف إلى تلك المطربة الفرنسية ذات الصوت العاصف كبركان دائم الثورة والانفجار، صاحبة الجسد النحيل حتى أن لقب «بياف» يعني في العامية الفرنسية «العصفور الصغير». صوت يبعث إحساساً غامضاً بعجز الإنسانية في عالم مجرد من الشفقة والرحمة، كما أن مسيرة حياتها لم تكن «وردية» إطلاقاً، على عكس عنوان الأغنية.