شام تايمز – ديرالزور- مالك الجاسم
لا يكاد يمر يوم إلا ويكون هناك حوادث وضحايا نتيحة انفجار ألغام ومخلفات الحرب في قرى وبلدات ريف ديرالزور وبخاصة ضمن منطقة البادية الجنوبية والغربية، وهذه الحوادث يزداد عددها خلال موسم البحث عن فطر الكمأة الذي ينتشر في هذه المناطق دون غيرها.
وتم تسجيل عشرات الحالات خلال الأيام القليلة الماضية رغم كل التحذيرات بعدم الاقتراب من هذه المناطق وبرغم تسجيل حالات وفاة كثيرة، بالمقابل هناك إصابات أدت إلى بتر أحد الأطراف والنسبة الأكبر كانت في شريحة الأطراف ولا يقتصر الأمر على انتشار الألغام بل نحن نتحدث عن مخلفات الحرب بشكل عام.
وكان هناك تسجيل أكثر من حادث لانفجار مقذوف أو أجسام غريبة منتشرة في بعض المناطق وحسب تقرير منظمة الدفاع المدني الأخير فقد حلت محافظة ديرالزور في المرتبة الثانية من حيث الحالات المسجلة بعد إدلب وقد وثقت المنظمة وفاة 72 شخصاً، بينهم 17 طفلاً وسبع نساء، وإصابة 108 آخرين، بينهم 33 طفلاً وأربع نساء، منذ تشرين الثاني الماضي حتى نهاية شهر آذار وذكرت المنظمة في تقريرها بأن فرقها استجابت إلى 69 انفجاراً لمخلفات الحرب خلال الأشهر الأربعة الماضية، موضحة أن إدلب كانت أعلى محافظة من حيث انفجار مخلفات الحرب، تليها ديرالزور ثم حلب واللاذقية.
وأكد التقرير أن حوادث انفجار مخلفات الحرب عقب سقوط النظام السابق تعد الأعلى منذ عام 2011، محذراً من أن مخلفات الحرب التي تنتشر في عموم البلاد، تشكل تهديداً كبيراً على حياة السوريين، وتؤثر على استقرار المدنيين والتعليم والزراعة وتمنع الأهالي من الوصول إلى أعمالهم ومنازلهم.
وسجل التقرير استخدام 70 نوعاً من مخلفات الحرب من قبل النظام السابق وروسيا، مشيراً إلى تحديد 141 حقلاً قرب المناطق المدنية.
من جانب آخر وثقت “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” مقتل وإصابة أكثر من 700 شخص في سوريا، بانفجار مخلفات الحرب منذ سقوط نظام الأسد في كانون الأول الماضي وحتى الآن.
وبمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام، أشارت المتحدثة باسم اللجنة الدولية “سهير زقوت”، إلى ارتفاع مأساوي في عدد الضحايا، محذرة من تفاقم تهديد انفجارها مع عودة النازحين إلى منازلهم، وفق وكالة “الصحافة الفرنسية”.
وأوضحت أن 748 شخصاً أصيبوا منذ سقوط نظام الأسد، بينهم 500 شخص منذ مطلع العام الحالي، مضيفة أن عدد الإصابات في عام 2025 تجاوز أكثر من إصابات عام 2024، والذي بلغ 900 إصابة قتل منهم 380 شخص.
وأكدت “زقوت” أن ثلث إصابات عام 2025 هم من الأطفال، حيث يعملون بجمع الخردة المعدنية، وأرجعت ارتفاع الضحايا إلى انتشار المركبات العسكرية المهجورة ومخازن الذخائر، وضربات مستودعات الأسلحة، ودخول المدنيين إلى قراهم ومدنهم الملوثة بمخلفات الحرب.
وختمت “زقوت” بأن أكثر من نصف سكان سوريا معرَّضون للخطر، فيما يؤثر انتشار مخلفات الذخائر على العيش والتعليم والرعاية الصحية.
من جانب آخر وفي جانب التوعية شهدت محافظة ديرالزور ريفها، ومدينة خلال الأيام الماضية تنفيذ محاضرات وندوات عن مخاطر المخلفات الحربية والألغام والتحذير بعدم الاقتراب منها.