تكلفة رأس المال

تعبر تكلفة رأس المال عن الحد الأدنى من العائد على رأس المال الذي يقابل الخدمات والمنافع المالية التي يقدمها رأس المال سواء كان مملوكاً أو مقترضاً.
ومن العوامل التي تؤثر على هذه التكلفة :
أ‌- عوامل خارجية تتمثل في طلب المستهلكين على منتجات أو خدمات المشروع والفرص البديلة لاستخدام رأس المال في مشروعات أخرى.
ب‌- العوامل الداخلية : وتتجلى بخدمات ومنافع رأس المال في العملية الانتاجية, وتعرف تكلفة رأس المال بأنها (تساوي معدل الفائدة المطلوبة لقاء استعمال مبلغ من المال) .
وتختلف تكلفة رأس المال فيما إذا كان بالإمكان تمويل المشروع من داخل المشروع أو ما إذا كان يتعين اللجوء إلى الاقتراض الخارجي, وتتغير هذه التكلفة من سنى إلى أخرى وفقاً للمناخ الاقتصادي والتقدم الذي يحرزه المشروع.
ويمكن الإشارة إلى أن تكلفة رأس المال التي يتكبدها المشروع هي العائد الصافي بعد اقتطاع الضرائب من ثاني أفضل استثمار بديل سواء كان خارجياً أو داخلياً أو تكلفة الاقتراض (إذا حدث اقتراض ) أيهما أعلى من حيث يطلق أحياناً على هذه التكلفة (تكلفة الفرصة الضائعة ) وهي معدل الخصم المعياري الذي ينبغي أن يأخذ به المستثمر في مشاريع التقييم .
ويمكن الاضافة إلى أنه عندما يتم تمويل أحد المشاريع من عددٍ من الموارد بتكاليف مختلفة فيتم حساب المتوسط المرجح لتكلفة رأس المال ويعتمد ذلك على تحديد تكلفة كل مصدر من مصادر الأموال ثم استخلاص تكلفة واحدة يمكن تطبيقها على أي مشروع استثماري يراد تقييمه بغض النظر عن مصدر تمويله وأخذ متوسط مرجح لتكاليف الأنواع المختلفة للتمويل ويتم ذلك بعدة أساليب منها :
الأسلوب الأول : ويعتمد على أخذ الموقف الحالي للمنشأة ووضع أوزان لتكلفة رأس المال تبعاً للقيمة النسبية لكل مصدر من مصادر التمويل.
الأسلوب الثاني : ويعتمد على تصور هيكل تمويل أمثل طويل الأجل ترغب المنشأة في تحقيقه , وهذا الهيكل يعطي المنشأة أقل تكلفة رأسمال ممكنة تتماشى مع تعظيم القيمة الحالية للمنشأة.
ويتم ترجيح تكلفة كل عنصر من عناصر هيكل رأس المال عن طريق منحه وزناً يتم استخراجه من خلال نسبة هذا العنصر إلى مجموع الأموال المتحصل عليها , فتكون التكلفة المرجحة لكل مصدر = نسبة المصدر x تكلفة هذا المصدر
وتبرز أهمية متوسط تكلفة .
الأموال الاضافية والتكلفة الحدية للأموال الجديدة (وهي تكلفة الليرة الاضافية من الاموال الجديدة التي تم الحصول عليها ) بالتالي :
1- لمتوسط تكلفة الأموال الاضافية أهمية تكمن في كونها تمثل التكلفة التي يسعى المشروع إلى تخفيضها إلى أدنى حد ممكن عن طريق التخطيط السليم لهيكل رأسماله.
ويلاحظ أن هذا المتوسط يظل ثابتاً حتى يتم استنفاذ أموال الملكية العادية (الأرباح المحجوزة ) بالكامل يبدأ بعدها بالارتفاع التدريجي بزيادة الأموال الناتجة عن إصدار أسهم عادية والتي تتميز بتكلفة عالية نتيجة تكاليف الاصدار , ويترتب على إضافة التكلفة الأخيرة مع تكلفة الأرباح المحتجزة ارتفاع نسبي في متوسط التكلفة.
2- تتركز أهمية التكلفة الحدية في عملية تقييم اقتراحات الانفاق الاستثماري حيث يترتب على إدارة المشروع عدم قبول تنفيذ أي اقتراح استثماري إلا إذا زاد معدل العائد الداخلي له عن تكلفة الأموال الحدية لهذا الاقتراح , أو إذا كان صافي القيمة الحالية له موجباً وذلك عند استخدام معدل خصم يعكس تكلفة الأموال الحدية.
أخيراً يمكن الاشارة إلى أن هذا الموضوع الذي يبدو أيضاً متخصصاً أو علمياً للبعض إلا أنه من ركائز عمليات تقييم جدوى المشروعات حيث ينبغي عادةً مقارنة معدل عائد الاستثمار للمشروعات مع تكلفة رأس المال التي يتم التعبير عنها بمعدلات الخصم أو الحد الأدنى الذي لا يقبل صاحب مشروع جديد الاستثمار دونه في الوقت الحالي.
واليوم يبقى التساؤل ما هو المتوسط المرجح لتكاليف الاستثمار اليت يمكن اعتمادها في سورية بعد الارتفاعات الكبيرة في عناصر التكاليف أولاً التضخم والمخاطرة رأي خطأ في التقدير يؤدي لحدوث قرارات استثمارية غير صائبة .

 

كتبه: د. عامر خربوطلي
العيادة الاقتصادية السورية

شاهد أيضاً

عنق الزجاجة

بلغة بسيطة يفهمها الجميع المطلوب من الاقتصاد السوري أن يخرج من عنق الزجاجة التي دخل …