يوميات كابتن

على باب الفندق في مدينة بويرتو مونت الواقعة جنوب تشيلي كنت واقفاً أدخن سيجارتي بانتظار السيارة التي ستقلني إلى الملعب لحضور مباراة خصمينا الآخرين في المجموعة فرنسا ونيوزلندا، من هناك كانت تبدو لي جبال الأنديز حيث يستلقي المحيط الهادي عند سفحها، فجأة تصل حافلة كبيرة ينزل منها نساء وأطفال يحملون أعلام باراغواي، يملؤهم الفرح وعيونهم كلها لهفة وانتظار، لم أدر ما الذي جاء بهم إلى الفندق قبل المباراة، وصلت سيارتي فقصدت السائق الودود الذي لم يكن يتحدث سوى الإسبانية لغة تشيلي البلد المضيف لكأس العالم، سألته بالعربية عن هوية أولئك الذين نزلوا لتوهم من الحافلة، وأنا أشير إلى بطني قاصداً بلغتنا (كبر معلاقي) وبدي أعرف مينُن؟!

فظن الرجل أني مصاب بالمغص وأسأله عن مكان الحمامات، فأشار إلى بهو الفندق، استسلمتُ ودخلت هناك لأسأل موظف الاستقبال فأخبرني: هم أسر اللاعبين الناشئين، وجه الاتحاد الباراغوياني الدعوة لأسر اللاعبين ليكونوا بجانبهم في البطولة، وفي مباراتهم الأولى ضد منتخبنا في اليوم نفسه كنوع من الدعم النفسي للفريق.

صعدت إلى الطابق الذي كنا نقيم فيه، وأخبرت الاداري بإلحاح أن يقول أنهم مشجعين عاديين فيما لو سأل لاعبونا عن القصة، ورجعت بعدها إلى السائق التشيلي وتوجهنا معاً إلى المباراة

(لازلت أذكر ردة الفعل المستهجنة على وجه ذلك الشخص عندما طلبت قبل كل مباراة وجود مكبرات صوت وأغاني حماسية في المشالح)

حبايبي أن نحن من كل ذلك؟!

الكابتن زياد شعبو

شاهد أيضاً

يوميات كابتن

كان علينا الانتظار لمدة تسع ساعات في مطار روما ونحن في طريقنا إلى فنزويلا، بينما …