يوميات كابتن

تعودت خلال فترة وجودي في مدينة وارسو الساحرة أن أذهب كل صباح لأشرب قهوتي في مكان قريب من الفندق الذي كنت أقطن به، جلست هناك وبدأت كعادتي بالحديث مع النادل عن فريقه المحلي ليغيا وارسو وعن أبرز اللاعبين الذين غادروا الفريق عندما جلس بقربي رجل خمسيني برفقة فتاة جميلة تبدو ابنته كان يبدو على حديثه مع الفتاة أن هناك خلاف على قضية ما، فجاة ومن دون مقدمات وجه الرجل حديثه لي وتحدث معي بلغته البولندية، فأشرت له أنني لا أفهم ما يقول، فقال لي بلغة انكليزية سهلة:

– من أين أنت؟

– أنا من سورية

– ما الذي تفعله هنا

– أنا لاعب كرة قدم وأتيت إلى هنا كي أجري عملية جراحيه في ركبتي.

بدت على وجه الرجل علامات الدهشة والفرح وبسرعة نهض من مكانه وجاء إلي وصافحني بحرارة وجلس بقربي وبدأ حديثه عن كرة القدم وبينما كان منهمكاً بالحديث عن ناديه المفضل مانشستر يونايتد، نهضت الفتاة وحدثته بالبولندية فأشار لها بحركة سريعة من يده ومن دون أن ينظر إليها بالذهاب وتابع حديثه معي، فوجهت الفتاة الحديث لي وقالت: هل تصدق أنه من عشر دقائق كان أبي يعارض ذهابي مع أصدقائي الى جنوب وارسو للاحتفال بعيد ميلاد إحدى الصديقات!

أما الآن وبعد أن شاهدك وبدأ حديث كرة القدم بينكما لم يعد موضوع ذهابي مهماً بالنسبة له، شكراً لكرة القدم، وشكراً لوجودك في هذا المكان وفي هذا التوقيت، ودعتنا وذهبت بسرعة…

هي كرة القدم هوس وعشق وحالات ليس لها مثيل.

الكابتن زياد شعبو

شاهد أيضاً

يوميات كابتن

كان علينا الانتظار لمدة تسع ساعات في مطار روما ونحن في طريقنا إلى فنزويلا، بينما …