(سوى الزكاة) والمسؤولية الاجتماعية

يمكن تلخيص مضمون المسؤولية الاجتماعية بأنها كل ما تقوم به الشركات والمؤسسات والأفراد من أصحاب الأعمال الخاصة من جهود وأعمال تخدم المجتمع الذي يعيشون فيه خارج نطاق ما تفرضه عليهم القوانين والأنظمة الرسمية ومن أمثلتها المشاركة في بناء المدارس والحدائق ودور الأيتام والعجزة والقائمة تطول حيث أصبحت هذه المسؤولية في صلب اهتمامات أغلب الشركات العالمية، وأصبح لها نظاماً خاصاً في مواصفة الايزو، وقد عرّف مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة المسؤولية الاجتماعية بأنها (الالتزام المستمر من قبل شركات الأعمال بالتصرف أخلاقياً، والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والعمل على تحسين الظروف المعيشية للقوى العاملة وعائلاتهم والمجتمع المحلي)

وإذا عدنا إلى ثقافتنا المحلية والشرقية والدينية فإن جميع الأديان تدعو إلى تقديم الصدقات والمساعدات للمحتاجين والفقراء وإلى دعم العمل الخيري والتطوعي والإنساني.

ويمكن إسقاط ما قلناه سابقاً على حديث الرسول الكريم (إن في المال لحقاً سوى الزكاة) أي يتوجب على الأغنياء سواءً كانوا (أفراداً أو شركات) أن يساهموا في تطور المجتمع الذي يعيشون فيه بمختلف الوسائل والأساليب ومنها ما يتعلق بأعمال المسؤولية المجتمعية المختلفة وهذا ما يشكل مشاركة فعلية لأصحاب الثروات في مشاريع التنمية والتطوير الاجتماعي والاقتصادي وهذا ما تحتاجه سورية أكثر من أي وقت مضى لمعالجة أثار الأزمة وتحقيق الانتعاش المطلوب.

                                                          

كتبه: د. عامر خربوطلي

 

شاهد أيضاً

عنق الزجاجة

بلغة بسيطة يفهمها الجميع المطلوب من الاقتصاد السوري أن يخرج من عنق الزجاجة التي دخل …