أثر بيجو والاستهلاك والزكاة

الفكرة المتوارثة بأن الادخار هو وسيلة التنمية الوحيدة هي فكرة غير دقيقة، لأن الادخار إذا فاق حدوده الطبيعية سيؤدي إلى حصول ركود اقتصادي وتوقف للنمو والتنمية.

ولأن وجود استثمار قوي سيؤدي إلى ظهور إنتاج وفير من السلع والخدمات فهو بحاجة إلى تصريف حتى يستمر بنفس الوتيرة.

وعليه يكون الرجوع إلى الاستهلاك كوسيلة لديمومة النمو من القضايا الاقتصادية المهمة مما يعني أن الاستهلاك يمثل أساس النمو الاقتصادي.

ويجب أن يكون هناك موازنة ما بين الاستثمار والاستهلاك لتحقيق توازن الدخل القومي.

لأن الاستهلاك سيؤدي إلى تصريف الإنتاج الداخلي مما يعني دوران العجلة الاقتصادية وتحقيق أقصى درجات التشغيل والعمالة.

ومن الملاحظ أن التوزيع الشخصي للدخل يؤثر على الإنفاق الاستهلاكي، فإذا افترضنا أن الميل الحري للاستهلاك (وهو مقدار الزيادة في الاستهلاك الناجم عن الزيادة في الدخل) غير ثابت بل يتناقص مع ارتفاع مستوى الدخل أي أنه يتناسب عكساً مع تغيرات الأسعار فإن الميل الحدي للاستهلاك لدى الأغنياء يقل عن الميل الحدي للاستهلاك لدى الفقراء نتيجة توجه زيادة الدخل عند الأغنياء بنسبة أكبر نحو الادخار، وفي هذه الحالة فإن إعادة توزيع الدخل من الأغنياء إلى الفقراء فقط دون أي زيادة في الدخل سوف يترتب عليه زيادة الإنفاق الاستهلاكي لدى الفقراء رغم ثبات الدخل وهذا ما يسمى (بأثر بيجو) وإذا حاولنا إسقاط ذلك على ما تقوم به (الزكاة والصدقات) التي يقدمها الأغنياء للفقراء فإنها سوف تؤدي إلى زيادة استهلاك الفقراء رغم ثبات الدخل لدى الطرفين (الأغنياء والفقراء) وسيؤدي زيادة الإنفاق الاستهلاكي إلى زيادة الطلب على المنتجات والخدمات وبالتالي إلى تحفيز الاستثمار وتحريك عجلة الاقتصاد الوطني وهذا ما تحتاجه سورية اليوم لكسر حلقة الركود التضخمي وضمان التشغيل الكامل.

 

كتبه: د. عامر خربوطلي

 

شاهد أيضاً

عنق الزجاجة

بلغة بسيطة يفهمها الجميع المطلوب من الاقتصاد السوري أن يخرج من عنق الزجاجة التي دخل …