أبرز أحداث العنف في الساحل السوري خلال عشر سنوات

شام تايمز – رهف عمار

تصميم فني: إياد سلفيتي

خلال عشر سنوات من الحرب في مواجهة الإرهاب، كانت محافظات ومناطق الساحل السوري إحدى أبرز الأهداف التي سعى الإرهابيون للوصول إليها، وشهدت كل من طرطوس واللاذقية سلسلة اعتداءات وهجمات راح ضحيتها المئات من أبنائها، ناهيك عن عشرات الضحايا قضوا بسبب قذائف الهاون والصواريخ التي كانت تتساقط بين فينة وأخرى على القرى الفقيرة في الجبال.

وشهدت الأجزاء الشمالية من اللاذقية سلسلة طويلة من المعارك العنيفة، تصدت فيها قوات الجيش العربي السوري لمحاولات جبهة النصرة الإرهابية، احتلال المراصد الجبلية وأعلى المرتفعات بهدف إحكام الطوق على المدن الساحلية، وهو ما لم يتحقق، وارتكبت تلك الجماعات في سبيلة مجازر بحق قرى بأكملها.

بانياس:

البداية كانت من بانياس، في 18 آذار 2011، يوم قضى الشهيد المزارع “نضال جنود” على يد مجموعة من “البلطجية”، وكانت جريمة قتلة بمثابة حدث هز وجدان السوريين، وشكل عامل صدمة وأرسل إشارة مسبقة لمستوى العنف الذي حاول البعض آنذاك تكريسه في الشارع.

وفي ذات اليوم الأليم، وأثناء تحرك دورية من اللواء 145 احتياط إلى منطقة رأس النبع في بانياس، لتأمين الحماية للطريق الدولية من أي عمل تخريبي وضمان حماية المسافرين تعرضت حافلة الجيش وعدد من السيارات لكمين غادر من قبل الإرهابيين، أسفر الكمين عن استشهاد 9 عناصر وجرح 51 آخرين.

شهدت بانياس بعدها مجموعة من التوترات، أثناء ملاحقة القوات الأمنية مجموعة عصابات في المدينة وبعض القرى القريبة، وضبطت معها كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، وعادت المدينة إلى هدوئها خلال وقت قصير من بداية الحرب.

طرطوس:

قدمت طرطوس كغيرها من المحافظات السورية آلاف الشهداء دفاعاً عن الوطن، ولم يتمكن الإرهابيون من الوصول إليها جغرافيا، فاختاروا استهدافها من الداخل بسلسلة تفجيرات دموية.

في 23 أيار 2016، استهدفت محافظة طرطوس بأربعة تفجيرات إرهابية، في أكثر المناطق ازدحاماً، وهي “الكراجات الجديدة” و”الضاحية السكنية” مقابل الكراجات بمدينة طرطوس حيث انفجرت سيارة مفخخة على باب الكراج، بينما قام إرهابي انتحاري بتفجير نفسه بحزام ناسف ضمن الكراج من الجهة الغربية، ما أسفر عن وقوع أكثر من 40 شهيد، و46 جريح.

وفي عام 2019 تم استهداف عدد من الخطوط البحرية لمرابط النفط في بانياس بعمل تخريبي إرهابي ما تسبب بتسرب نفطي في منطقة المصب البحري وتعطل عدد من المرابط، وطال الاستهداف مناطق الربط للسفن الناقلة للنفط الخام، كما طال 3 مرابط والأضرار كانت كبيرة في 6 خطوط ربط لسفن نقل النفط الخام.

اللاذقية:

شهدت محافظة اللاذقية وريفها العديد من الاعتداءات الإرهابية، الذي مازال بعضها مستمراً حتى اللحظة، واجتاح الإرهابيون المدعومون من تركياً سلسلة من مناطقها الشمالية والشمالية الغربية المتاخمة لحدود محافظة إدلب المحتلة، وللحدود التركية، وكانت جبالها العالية من جبل النسر في كسب وصولاً إلى قمة النبي يونس قرب صلنفة، شاهدة على أعنف وأعتى المعارك.

أكثر الأحداث الأليمة سجلت في الفترة بين 4 إلى 19 آب 2013، يوم أطلقت الفصائل الإرهابية بمشاركة إرهابيين عرب وآسيويين، معركة باتجاه ريف اللاذقية الشمالي راح ضحيتها أكثر من 200 شهيد ومثلهم من المختطفين أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ، وهٌجر بسببها الآلاف من سكان القرى الفقيرة في محيط مدينة سلمى.

وتوالت الأحداث ومعارك الكر والفكر، وصولاً إلى أحداث كسب بريف اللاذقية الشمالي والتي بدأت بتاريخ 21 نيسان 2014 عند الحادية عشرة مساءً بحسب توثيق شام تايمز، عند معبر الصخرة الحدودي بين تركيا وسورية، حيث كانت القوات المتواجدة عبارة عن حرس حدود “هجانة” مع جمارك، وجرت المعارك لمدة ثلاث أيام في محيط كسب المدينة، نبع المر، ربيعة، سلمى، السمرا، زغزين، جبل زاهي، جبال تشالما.

وتصاعدت حدة المعارك على مدى أسابيع، سيطر خلالها الإرهابيون في 17 أيار على النقطة 45 بعد اشتباكات عنيفة دامت قرابة 17 يوماً، ليتمكن الجيش السوري استعادة السيطرة عليها بعد نحو أسبوع من المعارك التي راح ضحيتها عشرات الشهداء، في سبيل منع الإرهابيين من استهداف اللاذقية المدينة بعد السيطرة على هذا المرتفع الجبلي.

وفي عام 2015 بتاريخ 10 تشرين الثاني، استهدف الإرهابيون طلاب جامعة تشرين وعدد من المدنيين قرب باب سبيرو في اللاذقية وحي الأوقاف بقذائف إرهابية، أدت إلى استشهاد 23 مواطناً بينهم طلاب وموظفين، ووقوع أكثر من 60 جريح.

جبلة:

تعرضت مدينة جبلة لمجموعة من الاعتداءات بالصواريخ محلية الصنع التي استهدافها قراها مراراً، إلا أن أكثر الأحداث دموية سجلت في 23 أيار 2016 تزامناً مع أحداث طرطوس، حيث تعرضت المدينة أيضاً لخمس تفجيرات إرهابية، كان التفجير الأول بسيارة مفخخة استهدفت كراجات جبلة على مدخل المدينة، والتفجير الثاني نفذه انتحاري فجر نفسه على الطريق المؤدي إلى قسم كهرباء جبلة، والتفجير الثالث قام به انتحاري فجر نفسه أمام مشفى الأسعد، بينما التفجير الرابع كان في قسم الإسعاف بالمشفى الوطني، نفذه انتحاري ويعتقد أنها امرأة، والتفجير الخامس كان ضمن حافلة نقل ركاب في شارع الفوار، نفذه انتحاري أيضاً، حيث وصل عدد ضحايا هذه التفجيرات إلى 90 شهيد، و215 جريح.

ومازالت القذائف الصاروخية ومصدرها الجماعات الإرهابية تستهدف الساحل كل فترة، مخلفة أضراراً مادية في المنشآت والأراضي الزراعية، وتوصف جبلة بكونها مدينة الشهداء نظراً للعدد الكبير من أبنائها الذين قضوا في معارك الدفاع على امتداد الجغرافيا السورية.

 

شاهد أيضاً

“كوبر” يستقيل من تدريب منتخب سورية لكرة القدم

شام تايمز – متابعة أعلن المدير الفني لمنتخب سورية الأول بكرة القدم “هكتور كوبر” عن …