بعد حرائق اللاذقية.. الحكومة وجهاً لوجه أمام غضب المواطن

شام تايمز – دمشق – نوار أمون

يحمل السوريون في جعبتهم الكثير من الأسئلة والأستفهامات حول ما جرى مؤخراً، وأين هي الحكومة مما حدث، ولماذا لم يتعلم مسؤولوها مما جرى سابقاً، وإلى متى هذا التقصير وما هو نهايته، أسئلةٌ يدرك السوريون جيداً أن لا إجابة منتظرة لها .

ولا أمل في تغيير قريب، فكان الذي كان والشعب السوري أصبح وحيداً في مواجهة قدره، وخوفه الأكبر ما تُخفيه له قادمات الأيام، فحكوماته المتعاقبة كانت متفوقة بإطلاق التصريحات والوعود، كريمة باذخة بالتقاط الصور، وتنفيذها غير مرضي والحجة قائمة وجاهزة “وضع البلد”.

حرائق حمص واللاذقية وطرطوس مؤخراً لم تُشعل النار في أشجارها وغاباتها فحسب، بل أضرمت النار في صدور سكان هذه المناطق وقلوب الملايين من السوريين، بالمقابل استنفار كامل في أروقة الحكومة نتج عنه، زيارة لمسؤول هنا وتشكيل لجنة تقص للأضرار هناك، ومن استنفار لأستنفار لا حل يثلج صدور المتضررين ولا خطط مستقبلية تريح نفوس المتعاطفين.

ويبقى السؤال لماذا لم تعدو العدة لما حدث رغم أن حدوثه متوقع، أين هي الخطط والأفكار والأستعدادات للمرحلة القادمة، ألم يكن من الأجدر إيجاد أليات وتطبيق أفكار لمكافحة الحرائق كونها ليس المرة الأولى، فحرائق أيلول الماضي مازالت شاهدةً على التقاعس والتقصير، كيف استطعتم حشد الجهود وتأمين الأموال اللازمة لعمل ورشات الصيانة بعد أن دق الفأس بالرأس.

ماجرى في اللاذقية يرتقي للحدث الجلل فوقع المصيبة أكبر من أن يتحمله مواطن عادي يتمتع بحقوقه وواجباته فما بالك بالمواطن السوري بعد عشر سنوات من الحرب، وأزمات تليها أزمات.

صفحات السوريين كما أشجارهم إشتعلت بكم هائل من التعليقات وردور الأفعال الغاضبة، رصد “شام تايمز” بعضها، وتداولت صفحات على فيسبوك مقاطع فيديو لأهالي تضرروا من الحرائق متهمين مسؤولي الحكومة بالتقصير والاختباء.

نشرت صفحة “سوريا بلدنا” على حسابها ” بالأمس ناشدوهم وناشدوا الدولة وناشدوا السماء.. ولم يأت أحد حتى اشتعلت الغابات بشكل كامل، اليوم وبدم بارد جاء الوفد لتمهيد الأرض لزيارة مسؤولين من دمشق من أجل البروظة والتصوير، أعزائي المسؤولين سبقكم الحريق ومهد الأرض”.

وفي فيديو متداول بكثافة قيل إنه من قرية نحل العنازة يظهر فيه أشخاص غاضبين من تجاهل وفد حكومي لمصابهم وقالوا فيه.. “لا أحد فعل شيء” “الوزيرة رفضت تحكي معنا وذهبت لسيارتها” “تعال اتصور أمام البيوت المحروقة أفضل” ولاقى الفيديو ردود فعل غاضبة من المتابعين.
علق أبو علي “هي الواقع للاسف تصوير وبروظة الله يكون بالعون”.

أما اسد الخطيب فكتب “الله يساعد العالم غلا وبلاء وفساد كورونا ارحم من هل المسؤولين”.

إنطفئت الحرائق ولكن جمراتها لم تنطفئ في قلوب أشخاص تحول مصدر رزقهم الوحيد إلى رماد تذره الرياح، ومع غياب الحلول على أرض الواقع ينتظر السوريون حلول السماء.

شاهد أيضاً

لبنان.. المقاومة تستهدف 3 مواقع للعدو الإسرائيلي

شام تايمز – متابعة استهدفت المقاومة اللبنانية، اليوم الأربعاء، 3 مواقع للعدو الإسرائيلي، وحققت إصابات …