سوريون يستثمرون بأزمة “كورونا”.. كمامات قماشية وأخرى ع “الموضة”!

شام تايمز – رنيم خلوف

لم تكن العائلات السورية مستعدة لاستقبال مصروف جديد على مدخولها الشهري الذي لا يكفِ سوى كفاف اليوم، إلى أن حط فايروس كورونا رحاله في سورية منذ مطلع آذار الماضي، وبدأت رحلة المعقمات والكمامات، التي أخذت ما يقارب ثلث بعض رواتب الموظفين الحكوميين، حيث وصلت التكلفة الشهرية لبعض الأسر إلى ما يقارب 20 ألف ليرة سورية وأكثر عند أسر أخرى، وعدد أفرادها أكبر.

ع الموضة!!

لم تسلم الكمامات من عالم الموضة والأزياء، وشعارات الماركات العالمية، خصوصاً بعد ظهور بعض المشاهير بأنواع كثيرة من الكمامات، كما فرضت الموضة السورية بصمتها على الكمامات، فدخلت الكمامات القماش على المحال التجارية، وتصدرت صفحات الانترنت، والمجموعات المغلقة، وتكاد لا تخلو عائلة سورية من فرد اشترى كمامة على الموضة” أي قماشية”، بتصميم معين أو ماركة معينة، من باب التوفير، رغم تحذيرات كثيرة من استخدامها وأماكن استخدامها.

ولادة العلي “31” سنة، تعمل من الساعة الثامنة والنصف صباحاً حتى السابعة مساءً، هي تحتاج لأربع كمامات بتكلفة “1200” ليرة سورية، ولا تعتمد على الكمامة القماشية أو الكمامة على الموضة كونها تعتقد أنها غير مفيدة.

وفي هذا السياق تحدث الدكتور “جان شاهين” اختصاصي الأمراض الصدرية لـ”شام تايمز” عن أنواع الكمامات المفيدة محذراً من القماشية وخصوصاً في المشافي والمراكز الطبية، ونسبة حمايتها لا تزيد عن 5%، ويجب أن تكون مصنوعة من ثلاث طبقات، طبقة كتان، ثم قطن، والطبقة الخارجية بولستر.

هذا النوع من الكمامات تلجأ له “ماجدة محمد” 30 عاماً، لأنها أرخص من الكمامات الطبية والجراحية، ويمكن غسلها وإعادة استعمالها، حيث لا تستطيع أن تدفع ثمن الأنواع الأخرى من الكمامات، ومنه تواكب الموضة!

هيك السوق!!

الطامة الكبرى التي أصابت العالم بأسره، كانت سبباً لإيجاد مدخول إضافي للعديد من الأشخاص، فبعد موجة مجموعات بيع الملابس الجديدة والمستعملة، وبيع الأدوات الكهربائية الجديدة و المستعملة، تصدرت الكمامات المشهد، “محمد شماط” 31 عاماً، بدأ بتجارة الكمامات، حيث يتعامل مع مصنع محدد، ليشتري الكمامات القماشية، والجراحية، كونها مطلوبة بكثرة على حد تعبيره، وهو يعتمد على مبدأ المنافسة حيث يبيع بأسعار أقل من السوق، على حد تعبيره، ولأنه يتعامل بالجملة، يشتري كميات كبيرة ويبيعها، بينما لا يتعامل مع الكمامات المفلترة لأنها غالية الثمن وغير مطلوبة من قبل الناس، وغالبية زبائنه يعتمدون على الكمامات القماشية لأنها الأوفر على حد تعبيره.

يتابع الدكتور “جان شاهين” في حديثه لشام تايمز، أن أفضل أنواع الكمامات هي الكمامات الطبية التي تحتوي فيلتر للهواء، حيث تقي من الفايروس بنسبة 98%، وهي قليلة الاستخدام لأنها غالية الثمن، ويفضل حتى لو كان بإمكان المواطنين شراءها تركها للكادر الطبي والتمريض لأنهم على احتكاك مع الفايروس بشكل كبير، بينما تقي الكمامات الجراحية من الفايروس بنسبة 95%، لكن يجب تبدليها كل 3 ساعات، لتكون فائدتها أعم.

دخلت أساليب الوقاية من فايروس كورونا دوامة التجارة، والشاطر من يربح أكثر ومن يبيع أكثر أو حتى يسوق أكثر على الفيسبوك، والأجمل من يرتدي كمامة تليق بملابسه!!

ع البسطة!

على آخر درج جسر الرئيس في منطقة البرامكة بدمشق، حيث يسند محمد “10 سنوات” ظهره جالساً على الأرض المتسخة، ليبيع ما تيسر له من الكمامات، بعدما غير مهنته من شهر ونصف، حيث كان يبيع المحارم والعلكة للمارين من هنا، ليركب الموجة الحالية ويتحول إلى بيع الكمامة القطنية، وقال محمد لـ”شام تايمز” أنه يربح يومياً بين 1000 و1500 ليرة سورية، من بيع الكمامات، فهو كل صباح يشتريها من موزع، وعند سؤاله هل هي معقمة، أجاب: “ما بعرف” بس ما بخلي حدا يجرب!!

في هذه البلاد، تباع الكمامات على البسطات، كما أحلام الأطفال الذين آلت بهم الأحوال ليمتهنوا التجارة عبر بسطات الشوارع وأرضياتها، والتي من خلالها يحصل السوريون على احتياجات أساسية بأسعار أرخص من المعتاد، وعليها يباع كل شيء، الكمامات، المنظفات، الملابس، وحتى الثقافة.. حتى الثقافة وأحلام الطفولة تباع على قارعة العمالة والفقر.

شاهد أيضاً

مناقشة تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين سورية والجزائر

شام تايمز – متابعة بحث الدكتور “عبد القادر جوخدار” وزير الصناعة مع السفير الجزائري في …