رداً على لوبان

نعم حان الوقت للتقدم إلى الأمام، وضرورة الرد العربي من أقصاه إلى أقصاه، بعلمية العلم وحكمة المنطق وإنسانية الإنسان بحكم روحانية الأماكن التي يعيش عليها العربي والتي منها ظهرت الديانات الثلاث، على كل من يتجاوز حدوده الأخلاقية مع الشخصية العربية وحضورها العالمي والفعال على أرض الواقع ان يتحمل ردودنا الإنسانية وانتشارنا العالمي المؤثر،

وليعلم أولئك المنسلخون عن إنسانيتهم وإيمانهم بالسلوك والقيم الإنسانية من عالم الشمال والكيان الصهيوني (إسرائيل) أن ليسوا وحدهم يمتلكون لغة النقد، والاستهزاء، والاستعلاء على العرب، وشعوب عالم الجنوب، وصحيح أن العرب ضدّ الإرهاب والقاعدة؛ التي فهم العرب أن صناعتها تمت في الغرب، ومخالبها صور لبعض المتحللين من العرب، والغرب ذاته والعالم بأسره يعاني من صور الإرهاب الذي بدأ يعي ويعرف الأسباب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية من إيجادها، وكثيراً ما طالبت سورية والعرب الأمم المتحدة ومجلس الأمن، حول إيجاد تعريف للإرهاب، إلاّ أن هذا لم يحدث.

لماذا أستعرض هذا؟ وفي طالع كل يوم نرى رسوماً أو مقالات أو أحاديث متلفزة تنتهك الصورة العربية، وممن؟ من أشخاص ينتمون لأقصى اليمين المتطرّف أو اليسار المتشدّد، وأحياناً نستمع من اليمين، ويمين الوسط، واليسار، ويسار الوسط لتهديدات في صور منمقة أو مغلفة بجماليات زائفة ومكشوفة.

لعالم الشمال والغرب نقول: إن العرب لديهم جمهوريون وديمقراطيون وليبراليون يمين ويسار ووسط ومتشدد في المطالبة بحقوقه، لا علاقة له بالإرهاب؛ إنما علاقته بمنطق الردّ على كل من ينتهك الصورة العربية عقائدياً وعلمياً، فنحن أيضاً اشترينا المزارع لتربية الخنازير والديكه الرومية، كي يراها أبناؤنا ولا يرون أمثال لوبان رئيس الجبهة الوطنية الفرنسية المتطرّف؛ الذي يستهزئ بالعرب قائلاً: (لقد اشتريت منزلاً في الريف حتى أمكّن أبنائي من مشاهدة الأبقار بدل مشاهدة العرب) .

وكذلك الحاخام الصهيوني عوفاديا يوسف الذي دعا الله أن يضرب العرب الفلسطينيين ورئيس السلطة الفلسطينية طاعون ولا يُبقي على الأرض فلسطينياً واحداً، وأيضاً رسام الكريكاتور الدنمركي أدغار كوكفلد صاحب الرسوم المسيئة مستثيراً مشاعر المسلمين وتيري جونز القس الأمريكي الذي طالب الكنائس العالمية بحرق القرآن الكريم في يوم 11 أيلول .

أجل ليعلم عالم الشمال أن لدينا كما لديهم، وأن ما لديهم ليس حكراً عليهم، ولهم الحق فقط في الحديث كيفما شاؤوا دون عقاب أو ردود، نحن في مجتمعاتنا العربية نعاقب بأشد العقوبات إذا ردّدنا بالكلام أو أسأنا لأمثال هؤلاء، وفي الغرب الأوربي والأميركي، ولدى الكيان الصهيوني تُبرر إساءاتهم بزلاّت اللسان، وبالخلل العقلي، وبالأمراض العصابية والنفسية المفاجئة، والتي سرعان ما إن تنتشر أخبارهم وأحاديثهم في العالم أجمع وتبرر بتلك الحجج السخيفة، نجدهم يعودون إلى أعمالهم ونشاطاتهم ووظائفهم، وبحماية من سلطات بلادهم.

مرة ثانية، في بلداننا حرية الردّ، وتحت سلطة القانون، ودون الحاجة لأن نقدم المبررات السخيفة، فلن يزلَّ لساننا بعد اليوم، وأول الغيث قطرة، نعم سننشئ المزارع ونربي فيها كل مالا يخطر على بالهم، نتأمل ما فيها وننشغل بها كي لا نرى أمثال من ذكرناهم وسنستقبلهم بها، كما كان يستقبل بوش بعضاً من قادة العالم في مزارع أبقاره دون أن يدروا القصد من ذلك الاستقبال.
إلى فرنسا الجمهورية الإنسانية الثقافية مهد كومونة باريس وإشعاع الثقافة والجمال أتجه، كيف ستحاسب لوبان؟

وإننا نعرف من خلال تعلمنا في المدارس الثقافية العالمية والعربية الراقية؛ أن ثقافة الإنسان لا تتأتّى إلاّ من ثقافة الحوار، أين فرنسا من فريغور وديغول وجيسكار ديستان، أين فرنسا الشامب اليزيه والإليزيه واللوفر والبيغال، أين فرنسا وقدر نساء العالم أن تأتي إليها من أجل أن تمارس حريتها، هل فرنسا تستجدي نازيتها، أم الفاشية، أين اللغة الفرنسية الرقيقة التي أنجبت الفرانكفونية ومحبة شعوب العالم لها،

حيث اعتبرتها من أهم اللغات الثقافية التي تتمتع بالحبِّ والشفافيّة، هل فتش لوبان في تاريخ العرب وأفكارهم وما قدموه من فكر أثرى في التراث المادي واللا مادي العالمي وهل لوبان لم يدرك بعد وأمثاله أنهم يعيشون حياتهم المادية بفضل المواد والخامات العربية ، إنني أدعو الفرنسيين لأن يُنشئوا له حظيرة كي يتعلم فيها أصول الثقافة الفرنسية.

د.نبيل طعمة

شاهد أيضاً

استيراد الحلول

تحتاجها الأزمات، ليس فقط الطارئة والمفتعلة وإنما المبرمجة كأهداف استراتيجية مغناطيسياً؛ لكن جميعها مرصدة، وجاهزة …