تضمنت فعالية اليوم الأول من مهرجان “عبق للتراث” الذي أقامته مديرية المسارح والموسيقا في صالة ومسرح المركز الثقافي العربي بمدينة الحسكة اليوم معرضا منوعا للمقتنيات التراثية في الجزيرة السورية إضافة إلى مقطوعات موسيقية وغنائية تراثية قدمتها فرقة مديرية الثقافة.
وحفل المعرض الذي نظمته جمعية صفصاف الخابور الثقافية بأكثر من 100 قطعة تراثية سلطت الضوء على جوانب وأنماط الحياة لأهالي الحسكة خلال المئة عام الماضية وطرق معيشتهم التي شملت الأدوات المنزلية والحياكة والصناعة والسلاح الفردي والنسيج والفلاحة اليدوية ومعدات تربية الماشية كانت صفصاف الخابور جمعتها من تبرعات الأهالي.
وعلى خشبة مسرح المركز أطربت فرقة مديرية الثقافة مسامع الحضور بمعزوفات موسيقية وغنائية منوعة منتقاة من فلكلور الجزيرة والفرات حيث امتزجت ألحان العود والناي والدربكة بأغاني “المولية ودربك عدل ويردلي ومواويل العتابا والسويحلي والنايل” لتضفي على المكان أجواء عبق التراث.
مدير المهرجان اسماعيل خلف بين في تصريح لمراسل سانا أن المهرجان رسالة بأن سورية التي تمتد جذور حضاراتها في عمق التاريخ لن يستطيع أحد النيل من إرادة شعبها وعراقة تراثها وحضارتها وبفضل بطولات جيشنا الباسل تتعافى من إجرام الإرهاب وكل من حاول طمس الهوية الحضارية السورية العريقة مبينا أن المهرجان على مدى أسبوع يحفل بنشاطات تلم بأطياف الواقع التراثي في الجزيرة المرئي أو المسموع.
مدير الثقافة محمد الفلاج أشار إلى أهمية المهرجان الذي يسلط الضوء على التراث المادي واللامادي الغني للمنطقة والذي يشكل جزءا مهما من تاريخ سورية وحضارتها وضرورة تعريف الأجيال بهذه الكنوز التراثية المهمة عبر إقامة مختلف الأنشطة التي توضح ملامح تراثنا وجمالية عاداتنا وتقاليدنا.
رئيس مجلس إدارة جمعية صفصاف الخابور أحمد الحسين بين أن المعرض خطوة باتجاه توثيق الذاكرة الشعبية التي تمثل حياة الناس في الجزيرة السورية بما يحويه من أنماط تعكس حياة الناس بجوانبها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية وتلخص مجمل صورة الحياة خلال المرحلة الماضية مبينا أن المعرض نواة لمتحف تقاليد شعبية يوثق ذاكرة المجتمع والناس في مرحلة تعاني الاندثار والضياع.
وتستمر فعاليات المهرجان طيلة الأسبوع الحالي حيث سيقام غدا حفل موسيقي لأدوات موسيقية تراثية تقدمه جمعية صفصاف الخابور على مسرح المركز الثقافي العربي بمدينة الحسكة.
نزار حسن