“كانت” وأسس فلسفته العقلانية

إن القول بأن فلسفة ” إيمانويل كانت” تقع بين التجريبية والعقلانية ربما هو كلام غير دقيق وغير صحيح من حيث إن نظرياته وأفكاره في حقيقة الأمر قد ذهبت إلى ما هو أبعد من العقلانية الكلاسيكية والنظرية التجريبية ولو أراد الباحث تحديد موضع هذه الفلسفة لوجب استبعاد القول بأنها تجريبية على الإطلاق وإنما عقلانية ومع هذا فعلى الرغم من أن الباحث قد يجد ما يمكن تسميته ببعض ملامح كانط عند ديكارت ولايبنتز مثلاً إلا أن مذهب “كانت” العقلاني كان نوعاً جديداً من العقلانية وقد سمّاها هو بنفسه مثالية ترانسندتالية بسبب إشارتها إلى مسألة إمكان المعرفة وبخاصة المعرفة الرياضية والطبيعية، على أن أعظم اختلاف بين كانت والعقلانيين الأوائل هو إنه استعاض عن فكرة استحداث الصورة المطابقة بالفكرة القائلة إن الإنسان هو الذي ينشئ هذه الحقيقة أو هو الذي يكاد أن يخلقها حيث وفقاً لفلسفته لا وجود لعالم مستقل عن الحقائق الموضوعية حيث آمن باستحالة الحصول على أية فكرة من الأشياء في ذاتها لأن الإنسان عندما يعرف أي شيء فإنه يضعه داخل صور الحدس ومقولات الفهم..

وبالتالي إن المعرفة الكانتية تكاد تنحصر في القضايا والأحكام إذ وفقاً لفلسفته لا معرفة خارج القضايا والأحكام فالحكم التحليلي عنده ومثاله الجسم الممتد يضمن للمعرفة صفة الكلية والضرورة كرابطة بين المحمول والموضوع كما بيّن أن أحكام الرياضيات والطبيعيات هي أحكام تركيبية قبلية فمثلاً قضية مثل المستقيم أقرب بعد بين نقطتين هي قضية تركيبية وهكذا.

سمير المحمود

شاهد أيضاً

ماهي حقيقة عودة “حنان الترك” إلى التمثيل؟

شام تايمز – متابعة تحدثت المخرجة “منال الصيفي” عن الأخبار التي تحدثت عن عودة الممثلة …