ضرورة التعديل

تنفذ الدولة السورية خطة وبرنامجا لتمويل المستوردات بدأت منذ ثلاث سنوات وضعت في حسبانها الحفاظ قدر الإمكان على القطع الاجنبي كأولوية إضافة إلى تأمين المواد الأولية للصناعة بالتزامن مع عودة آلاف المنشآت الصناعية والحرفية لعجلة الإنتاج وأخيرا تأمين السلع الأساسية والضرورية في الأسواق السورية..

هذا البرنامج وحسب رأي الخبراء كان ضروريا في سنوات الحرب والحصار والمقاطعة حتى أنه كان مطلوبا منذ بدايات سنوات الحرب فلو طبق منذ ذلك الوقت لتم تفادي هدر كميات ضخمة من القطع الأجنبي نحن في أمس الحاجة إليها حاليا, فالمعنيون آنذاك بادروا إلى ضخ مختلف المواد في الأسواق دون الأخذ بالحسبان أن سنوات الحرب قد تطول أو ربما كانت الأولوية أن تبقى الاسواق ممتلئة ..

اليوم صدر قرار من الجهات المعنية بتعديل قائمة المواد الممولة حيث تم حذف بعض المواد الغذائية لوجود مثيل لها في الأسواق السورية وهو أمر منطقي ومبرر ولكن ثمة تغيرات وظروف جديدة طرأت يجب أن يضعها المعنيون في حسبانهم أولها التغيرات التي يشهدها سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية حاليا والتي احدثت ارتباكات ملحوظة في الأسواق ومن جهة أخرى الأحداث الخطيرة التي يشهدها لبنان …

مايجري في لبنان مؤثر على سورية خاصة فيما يتعلق بتوريد المواد الأساسية فهو كان على الدوام منفذا لتجاوز العقوبات والحصار سواء بالاستيراد بالطرق النظامية أو عبر التهريب إلا أن استمرار الأمور كما هو مخطط لها ينذر بنفاذ أغلب المواد من الأسواق اللبنانية بعد فترة لن تتجاوز الشهر وعليه لن يصبح من المتاح الحصول على أي مادة من لبنان بعد هذه الفترة وهنا تكمن الخطورة الأمر الذي يقتضي من الحكومة السورية أن تدرس هذا الوضع جيدا وتتخذ اجراءات حتى لو اضطرها الأمر لتأخير تنفيذ تعديلات برنامج تمويل المستوردات لفترة ناهيك عن توقف شبه كامل للمصارف اللبنانية التي كان يعول عليها في تنفيذ التحويلات المالية لتأمين تدفق المواد للأسواق السورية التي لن تتحمل اي خضات جديدة…

باسل معلا 

شاهد أيضاً

أمريكا.. مقتل شخص وإصابة آخرين بحادث طعن وإطلاق نار

شام تامز – متابعة قتل سائق سيارة، وأصيب 3 ركاب، في حادث طعن وإطلاق نار …