تقديراً لمسيرة فنية امتدت لأكثر من خمسين عاماً اجتمعت أعمال 70 فناناً وفنانة انتموا لأجيال مختلفة في معرض جماعي تكريماً للفنانة التشكيلية سوسن جلال التي أغنت المحترف التشكيلي السوري بمئات الأعمال الفنية المميزة جسدت من خلالها أجمل المواضيع ولا سيما الورود الشامية.
ضم المعرض الذي أقامته مديرية ثقافة دمشق لوحات بأحجام متنوعة ومواضيع متعددة وأساليب وتقنيات عكست تجارب الفنانين المشاركين من المخضرمين والهواة الشباب في تظاهرة شكلت حوارية فنية فيها الكثير من المحبة والتقدير لمسيرة الفنانة جلال والتي شاركت بدورها بمجموعة من لوحاتها التي جسدت من خلالها الأزهار وتركت بصمتها الخاصة بهذا المجال.
وأقيمت إلى جانب المعرض الذي استضافه ثقافي كفرسوسة ندوة حول الفنانة المكرمة أدارتها الإعلامية إلهام سلطان بمشاركة الفنانين التشكيليين الدكتور محمد غنوم وأديب مخزوم والناقد التشكيلي سعد القاسم حيث عبرت جلال عن سعادتها بالتكريم ولا سيما أنه جاء بمشاركة فنانين كبار من المخضرمين والشباب لافتة إلى أن سورية فيها الكثير من التشكيليين الموهوبين لا بد من دعمهم.
الدكتور غنوم لفت إلى أن الفنانة جلال ورغم أنها ابنة أحد رواد التشكيل في سورية إلا أنها استطاعت أن تكون شخصية مستقلة ومختلفة إضافة إلى أنها كانت من المدرسات المميزات في كلية الهندسة المعمارية ما مكنها من أداء الرسالة الفنية بشكل جيد باعتبار أن تجربتها مبنية على أسس وقواعد علمية لتغدو إحدى الرافدات المهمات للحركة التشكيلية السورية لامتلاكها هويتها الخاصة بها ولا سيما في تطرقها للزهور والورود موضحاً أن مشاركته جاءت عبر لوحة تعبر عن الحب والأنوثة التي تتمتع بهما الفنانة جلال بشكل كبير.
بدوره الناقد القاسم أشار إلى أن الرسم موهبة متجذرة عند الفنانة جلال باعتبار أنها من عائلة فنية لها باع في الرسم والنحت والشعر وخاصة أن والدها الراحل محمود جلال ترك إرثاً فنياً يحتذى به لكنها شكلت ذاتها الفنية المستقلة وصنعت لنفسها حالة فنية متفردة بخصوصيتها التعبيرية ما جعلها تستحق التكريم وبجدارة.
الفنان مخزوم الذي جاءت مشاركته من خلال لوحة جسد من خلالها امرأة على خلفية لونية تجريدية أوضح أن تجربة الفنانة جلال شهدت تنوعات في المواضيع والنواحي الأسلوبية والتقنية مشيراً إلى تميزها في تطرقها لموضوع يتصل بأزهار دمشق فوثقتها من خلال معارضها بطريقة حديثة ومعاصرة مبتعدة عن إطار الواقعية التقليدية.
وعن المبادرة التكريمية من قبل الفنانين المشاركين في المعرض نوه التشكيلي محي الدين الحمصي بأهمية تكريم أعمدة الفن التشكيلي السوري من المبدعين تقديراً لمسيرتهم الفنية ومنهم الفنانة جلال مبيناً أن مشاركته جاءت من خلال لوحة جسدت المواطن السوري في ظل الحرب على بلده مرتدياً الأبيض الذي يدل على الفرح والأمل.
أما التشكيلية جميلة كاترينا فعبرت عن سعادتها بالمشاركة في المعرض بلوحة تعبيرية إلى جانب عدد من الفنانين المبدعين ومن أجيال مختلفة معتبرة أن تكريم التشكيليين لقامة فنية كبيرة هو نوع من الوفاء والمحبة والتقدير ولفتة إيجابية يجب تكريسها في الحركة التشكيلية السورية.
التشكيلية سوسن جلال خريجة كلية الفنون الجميلة عام 1977 عملت في مجال الديكور وفي رسوم قصص الأطفال وأول معرض لها كان مع والدها الفنان الرائد محمود جلال وشقيقها الفنان خالد كما شاركت في معارض جماعية وللتصوير الضوئي وأخرى فردية محلية وخارجية.
شذى حمود
سانا