يستحضر الفنان التشكيلي معتز العمري في معرضه المقام حالياً بصالة هيشون للفنون في اللاذقية رموز الحضارات التي عرفتها منطقتنا ضمن إطار مشهدي يعيد من خلاله صياغة الواقع الحالي وما خلفه من آلام وعذابات إنسانية.
ثلاثون عملاً فنياً نقل من خلالها الفنان العمري رموزاً آشورية وكنعانية ليعبر من خلالها عن قصة الوجع والتغريبة التي بدأت مع الشعب الفلسطيني لتتبعها حكاية الألم ذاتها على امتداد الخارطة من العراق إلى اليمن وسورية بفعل الإرهاب وداعميه.
واختار العمري لمعرضه عنوان “أبجديات” في إشارة كما يقول في تصريح لسانا إلى رموز الآباء والأجداد “أب وجد” ونقلهم إلى واقعنا برؤيته وأسلوبه الخاص.
ويحاول العمري ابن فلسطين تجسيد ما تشهده المنطقة من حروب بطريقة إنسانية كحالة عامة ومهمة الفنان الحقيقية من وجه نظره التعبير عن الناس وتصوير معاناتهم “لاسيما أننا كتشكيليين فلسطينيين مقيمين في سورية عايشنا الهم والألم مزدوجاً مع إخواننا السوريين”.
الرموز الحضارية تتداخل في أعمال الفنان العمري بين بلاد الشام مهد الحضارات وتشكل سورية جزءاً أساسياً منها حيث أعطت العالم الأبجدية الأولى مع رموز الآشوريين في بلاد الرافدين والتي تمثل امتداداً حضارياً واحداً ليطرح العمري هذه التفاصيل ضمن أساليب فنية متنوعة بين التعبيري والتجريد وغيرها بعيداً عن التأطير بأسلوب معين مشيراً إلى أن جمالية الفن أنه غير مقيد بقاعدة وإذا أخرج الفنان عملاً جميلا ًوحاملاً للشروط الفنية فهذا كاف برأيه.
ويحرص العمري من خلال اختصاصه بالغرافيك الخروج من اللوحة ومفهومها التقليديين لرؤية تحمل تنوعاً أكبر ومساحة أكثر عبر ربط الغرافيك مع اللون بصورة وإخراج جميلين الأمر الذي يتيح له التعبير عن مكنوناته الداخلية وعن فكرة إنسانية عامة ضمن لوحة جمالية.
والفنان معتز العمري من مواليد دمشق 1974 عضو اتحاد الفنانين الفلسطينيين فرع سورية حاصل على دبلوم بالرسم والديكور من معهد دي تي سي التابع لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” عام 1994 وخريج معهد أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية في دمشق اختصاص غرافيك عام 2000 شارك في العديد من المعارض داخل وخارج سورية وأعماله مقتناة من وزارة الثقافة.
فاطمة ناصر
سانا