قياس فعالية مؤسسات الأعمال

يعتقد العديد من المستثمرين ورجال الأعمال أن دراسة الجدوى الاقتصادية تقتصر مهمتها على تقييم المشروع الجديد المقترح وتنتهي بعد إتمام إنجازه وبدء مرحلة التشغيل فيه معتبرين أن دراسة الجدوى ضرورية للحكم على مدى ربحية المشروع وجاذبيته وفرص نجاحه المستقبلية واتخاذ القرار المناسب بهذا الشأن.

وفي بعض الأحيان يُثار الجدل حول تسمية المشروع (PROJECT) فالبعض يرى أن المشروع تنتهي تسميته كمشروع بعد عملية التقييم أو بعد مرحلة التنفيذ ليأخذ شكل مصنع أو شركة تجارية أو خدمية، بينما يرى آخرون أن المشروع ينبغي أن يحافظ على تسميته (مشروع) طالما ما يزال في طور تحقيق الهدف الذي أحدث من أجله.

والواقع أن المشروع يبقى قابلاً للتطوير والتوسيع بعد انتهاء عملية التنفيذ بالإضافة لحاجته الدائمة والمستمرة للتحليل والدراسة بهدف رفع كفاءة أدائه والتخصيص الأمثل للموارد وتحديد الحجم الأمثل للإنتاج، كما أن دراسة الجدوى لا تنتهي بعد انتهاء تنفيذ المشروع ولا بد من استمرار عمليات التقييم ومراقبة الأداء مادام المشروع قائماً.

في حديث أربعاء هذا الأسبوع سنشير إلى معايير قياس الفعالية والكفاءة.

حيث كثيراً ما يتم تداول هذين المصطلحين في محاولة قياس أداء منظمات الأعمال، ولكن ما هي المؤشرات التي يمكن أن نحكم من خلالها على أن هذه الشركة تعمل بكفاءة أو أن هذا المشروع يعمل بفاعلية وما هي المعايير التي تحدد ذلك؟

يرى البعض أن الفعالية تعني تعظيم معدل العائد على الاستثمار ويرى آخرون أنها تمثل إنتاجية مرتفعة وقدرة أكبر على التكيف مع المستجدات والتطورات المحيطة بالعمل، والواقع أنه لكي يستمر المشروع الاستثماري ويتطور ينبغي أن يحقق درجة معينة من الكفاءة والفعالية في آنٍ معاً.

فالفعالية تتحقق عندما تصل المؤسسة إلى أهدافها أما إذا حققت هذه الأهداف بتكلفة عالية فإن كفاءتها في هذه الحالة تصبح منخفضة.

إن كلاً من الكفاءة والفعالية متلازمتان بمعنى أن المشروع الكفء هو الذي يُحسن استخدام موارده الإنتاجية وحسن استخدام هذه الموارد يساهم بدرجة كبيرة في تحقيق تلك الأهداف، كما أن تحقيق الأهداف قد يحمل في طياته أيضاً حسن استخدام الموارد.

ومن أهم المعايير المستخدمة في قياس فعالية منظمات الأعمال والتي من خلالها يتم الحكم على أن مؤسسة ما حققت ربحاً معيناً أو حجم مبيعات معينة أو إنتاج معين والتقرير بأنها مؤسسة ناجحة أو فعالة أو ذات كفاءة عالية.

مقاييس الكفاءة الإنتاجية: ينبغي التأكيد بدايةً إلى أن زيادة الإنتاج لا يتحقق فقط عبر إضافة طاقات إنتاجية جديدة بل يمكن تحقيق ذلك من خلال تحسين الانتفاع بالموارد والطاقات الموجودة أي عن طريق رفع كفاءتها الإنتاجية والذي يؤدي عادةً إلى زيادة الإنتاج وخفض التكاليف وإنقاص العمل لوحدة الإنتاج مع زيادة أجر العامل في وحدة الزمن.

وعادةً ما يتم التعرف على مدى كفاءة المؤسسة من خلال مقارنة مؤشراتها المحسوبة مع مؤشرات مؤسسة أخرى، ومقارنة تلك المؤشرات في سنة معينة بالسنوات السابقة ووضعها في رسم بياني لمعرفة الاتجاه العام للأداء.

ومن أهم معايير الكفاءة الإنتاجية نذكر:

الكفاءة الإنتاجية الإجمالي =  الإنتاج (المخرجات)

                                عوامل الإنتاج (المدخلات)

 

الكفاءة الإنتاجية النوعية =   الإنتاج (كمية أو قيمة)

                                عامل من عوامل الإنتاج (كمية أو قيمة

وعادةً ما تقسم عوامل الإنتاج إلى رأس المال- العمل – المواد.

في الختام يمكن التأكيد أن مؤسسات الأعمال الخاصة في سورية بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لقياس الفعالية والإنتاجية لتحقيق أكبر مشاركة ممكنة في العملية الاقتصادية.

 

كتبه: د. عامر خربوطلي

 

شاهد أيضاً

عنق الزجاجة

بلغة بسيطة يفهمها الجميع المطلوب من الاقتصاد السوري أن يخرج من عنق الزجاجة التي دخل …