العقد الأول

اكتمل بهاؤه ظهوراً على الألفية الثالثة التي تأسست عالمياً ضمن الزَّمن الصعب، والتي كانت وستبقى توءمه الذي يرصّع جيدها الآن بألوانه التي اختلفت عن بعضها، والسبب أنه مرَّ من كلِّ الاحتمالات كبريق سيف أبهر تشكيل العقل الإنساني العربي؛ الذي صاغه بدقة المعلم الرئيس صاحب خواتيم الأمور وبداياتها، وهي تنتقل منها إلى عقود جديدة ومستمرة>
زمنٌ جديد استحضر موهبة خلاقة، امتلكت فهم كافة التحولات وأبعاد مساراتها، جمعتها إليها تلك الاستشرافية التي راكمت مبكراً كامل منابع القوة، فتجلت على جمعها ومجموعها، مشكلة حتى اللحظة العقد الفريد، وإني لأطلق عليه ذلك بكونه أساساً، حاولت الصعوبات أن تعرقل تأسيسه، فتأسّس بقوة مزايا تلك الموهبة الخلاقة والحكمة الفيّاضة، ليس فقط على الجغرافيا السورية؛

وإنما على مساحة وجود الأمة العربية، وانبهار الأمم العالمية بما ظهر على الأرض السورية. رئيس مسك الدفة، وبرع في توجيهها نحو الجهات الأربع بدقة المتبصِّر؛ الذي يرى الأحداث الموجودة وراء الأكمة، قدرات استراتيجية وتكتيكية يوظفها رئيس بلاد من أجل الوصول إلى الأهداف بأقل الخسائر، وأكبر نسبة من الربح لبلده وشعبه .

نعم، عقدٌ من زمن الألفية الثالثة، تحميه ألوان قوس قزح، يلفّه بألوانه سجلّ ولوج الرئيس بشار الأسد عالَم عظماء الرجال، وهو يستحقه بكونه شكل مع أرضه ومجتمعه مثلثاً، ساوى بين أضلاعه وزواياه ومحاوره التي دخلت إلى نقطة مركزها، فارتقى إلى قمته محمولاً بالحبِّ، ورئيساً يمسك بدفته حيث يقوده ويوصله إلى شاطئ الأمان، حيث يفسح المجال في حرية نادرة لإنسانيته الرائعة أن تتحرك، وتتجول ضمن مسارات مجتمع تتحسس قضاياهم الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية، تتداخل معهم إلى أقصى أبعادها،

والغاية كانت ومازالت وستبقى محاورة الفكر السوري، والبحث عن ولادات جديدة تنتقل به إلى عالم أفضل، يؤمن بأن الزمن ثابت وأن الإنسان متحول، وعليه تكون ضرورة الإيمان بالتحول هي الطاقة التي ينبغي علينا جميعاً الإيمان بها، ففكرة التطور بعد امتلاك مفاهيم الحوار والغايات من حصولها،

هي غاية الرئيس بشار الأسد، وهي القدرة على تجاوز أفكار الانحصار واختراقه، ومن ثم الإيمان بأن تحديث العقل لا يحدث إلاّ بترسيخ ثقافة العمل، كما أن الموروث الثقافي يشكل الجدار الذي يجب أن نستند إليه، كي ننطلق إلى الأمام دون مطبات أو عراقيل، لا الجدال حوله؛ حيث يحدث التأخير ويعرقل المسير نحو الرقي.

عقدٌ من الزمن مرّت به سورية الوطن، والإنسان قيمته قيمة إنسانيته النادرة، يتخلق بها رئيسه، يسير به قدماً دون التفات إلى الوراء، المنهج برنامجه والمأسسة فعله، واتحادهما ضمن غايته التي يريد لسورية أن تحصدها، وهي التقدم إلى الأمام، حيث تحدّى الرئيس بشار الأسد، ويتحدّى بهذا وذاك كامل أنواع التقهقر، والتراجع، والتخلّف، والضعف،

وأمله من كل ذلك النهوض بالأرض والإنسان معاً، فالوحدة النسيجية ضرورة في فكره، من أجل إظهار قوس قزح سوري فريد ونادر كفرادته، حينما يتجاوز عقداً من الزمن مقاوماً فكرياً، يمتلك فكر المقاوم، سياسي فذّ لا يتحدى؛ بل يثبت للتحدي فشل فعله بقوة موقفه، وتجاوزه لنظرية الاحتمالات، وامتلاكه لقدرة المسير بين الصعاب والتحولات .

عقدٌ من الزمن الجديد يدخل الأرقام الخاصة جداً، هي فوق غينس وأيضاً ضمنه، بكونه قدَّم رئيساً سورياً مؤمناً بكرامة الأمة، وضرورة إحداث وتحديث البناء العلمي والقوى الفكرية، من أجل ظهورها بين الأمم، واستقلالها حقيقة لا صورة، وإعادة أراضيها أينما وُجدت، إمّا بالسلام العادل أو القوة العادلة أيضاً، والتي تؤمن بها جميع الأمم الحاملة لفكر النزاهة والكرامة، ورفض الاعتداء والعدوان .

حديثنا تمحور حول إنسان وُجد من أجل زمن جديد، فلم يوجده الزمن؛ بل أوجد حضوره ضمنه، رئيس حكيم يقود سورية التي تؤمن به ويؤمن بها، نحن شعبك، جمهورك العربي السوري سرْ إلى عقود جديدة، كما سار قبلك الرئيس الخالد حافظ الأسد، خالداً في عقول وضمائر سورية والأمة العربية والعالمية .

د.نبيل طعمة

شاهد أيضاً

استيراد الحلول

تحتاجها الأزمات، ليس فقط الطارئة والمفتعلة وإنما المبرمجة كأهداف استراتيجية مغناطيسياً؛ لكن جميعها مرصدة، وجاهزة …