العـــري الفكـــري

القصد منه إجراء عملية بوح فكري لمفاصل وأطراف الذات الإنسانية، بغاية إحداث المداعبة الحياتية وإظهار البسمة أو تقطيب الحاجبين، ومن خلالها تحدث عملية التطهير الروحي التي تحاسب بها الارتكابات الخاطئة التي تسكن ضمن آلية الندم، وفي ذات الوقت تدون لحظات صادقة ورائعة تشكل لك دافعة راقية فتستمر بك الحياة الجميلة وكأنك ولدت من جديد .

من يتجرأ ويتحدث لنا جميعنا ذكراً أم أنثى عن ما مر به في رحلة التفكر أثناء مسيرة حياته، على اختلاف تنوعاتها وامتداداتها ومحاورها وصعودها وهبوطها، والتعثرات التي أصابته ووقع بها والنجاحات التي حلم بها ووصل أو كاد يصل أو لم يصل إليها ، بالتأكيد كلمات فيها الحقيقة التي لا يتجرأ أحد على البوح بها أمام أيٍّ كان، حتى وفي كثير من الأحيان يحاول أن يتجاوزها غير راغب تصورها أو الحديث عنها مع ذاته وكثيراً ما يحطم المرء مرآته التي وفي غفلة منه تريه ماضياً لا يريد أن يراه .

لكنني وأنا مثلكم أتقدم إلى الأمام أساعدكم وأساعد نفسي على التقدم بعكس ما تعتقدون أنه حاصل إلى الوراء، ولكن في حقيقة الأمر نستعيد الوراء في آلية المنعكس على الأمام حيث نظهر بمظهر المتقدم، ونحن نعترف بما مرّ بنا مما مضى والذي هو الخلف والوراء أي الماضي،

وفي حقيقة الأمر إن الماضي يعيش بالفكر وضمن الصندوق الأسود الخاص بالإنسان والموجود في الجانب الأيمن، حيث الفراغات الكبرى على شكل كهوف ووديان كبيرة وعميقة لا يمكن محوه أو نسيانه مرة ثانية مما يستطيع أن يعري فكره يستنهض ماضيه وإلى من ينتسب من فكر مؤمن أو كافر أو محايد أو إبداعي أو ثقافي،

بالمحصلة هي أديان فإلى أين اتجهت أنت مؤمن، تؤمن في الاعتقاد القادم من معتقد تعتقد به، فإذا حصل الاعتقاد والإيمان أجبرك على الدفاع عنه بكونه أنجز جملة سلوك، وأنت تسير يظهر منك يدل عليك ليبقى ما بداخلك ملكاً لك، أنت الوحيد الذي تعرف قيمة صدقه وقوة تصالحك معه، ومن خلاله يأخذ بك لتتعرّى أمام ذاتك، أو في المقدرة الكبرى التوافقية أمام من تحب أو من تكره بالرضا أو بالإكراه ،

ولكن يبقى لك كما تحدثت بقايا خصوصياتك ،وهذا محور القصد وبه بيت القصيد في هذه الحوارية التي أرجو من خلالها أن تكون محببة للجميع؛ التي اعتبرت من باب التذكير غايته تنشيط الذاكرة ومصارحة بين العقل والذات، تهدف الانتقال إلى الأمام بعد أن تكون قد قمت بإعادة التأمل في كل المحطات الحياتية التي مررت بها ،تقربك بشكل إيمائي من روح الحياة الكونية وتطور بصيرتك المنظورة من البصر الناظر إلى كل التجارب الحياتية مطلعة إياك على كامل إيقاعاتها،
وعليه تكون قوتك في استطاعتك على المصارحة التي تشكل لك لوحة تبعد الضغينة وتملؤك بحرارة الحب الذي يذيب جليد الوجه، هذه التعرية للفكر تريك رحلة التعب بكل ما فيها من جمال وألم والتي تكونت مع الرحلة العمرية التي بنيت بها المداميك الحقيقية والهلامية، تمر بها الروح تبتسم حال رؤيتها للكتل المأساوية وتعترف أن الماضي يعيش في صميم النسيج الإنساني الفكري؛ والذي لا يكتمل إلا بانتقال الإنسان إلى العالم الافتراضي، حيث تكون هناك المراقبة الحقيقية من الروح التي خرجت ونظرت إلى الفكر العاري بأكمله والمادي بغناه .

لماذا أذكر هذا وأنا أتحدث عن العري الفكري وقصدي هو قراءة الذاكرة الإنسانية منذ حدوث الوعي التسجيلي، وإلى أين وصل كل واحد منا حيث هو يقف من عمره الزمني، وهذا يحتاج قوة إرادة وتصميم ليس قراءتها فقط  بل  ومشاهدتها كأفلام وثائقية أنتجت سابقاً كأرشيف إن كانت مرتبة وهي مرتبة بالفعل بحكم التسلسل الزمني المرتبط بحدوثها أولاً، ومسيطر عليها من العمر العقلي القادمة منه ثانياً .

أيضاً لماذا كل هذا الدوران حول موضوع العري الفكري، أي إحداث مراجعة زمنية بحكم تراكماتها ومناقشتها مرحلة تلو الأخرى، ولماذا لم ندخل به مباشرة في الحقيقة إنه موضوع شائك ويحتاج التبحر وجرأة الاعتراف، بكون هذا الماضي يحمل شغب الطفولة وطيش المراهقة ومراوغة الشباب وتعب الوصول إلى الرجولة وبطء الكهولة واستراحة الشيخوخة، وكل واحدة منها فيها من المضحك المفرح والمحزن المؤلم ما يكفي لإنشاء معادلات معقدة يصعب تفكيكها، وأثقال تعجز الأرض عن حملها فكيف بي وبكم نريد التعري أمام بعضنا فكرياً طبعاً لا جسديا؟ً

ولكي نستطيع أن نضع أسئلة تمتلك تحريض الوجه على الابتسام ومنها ما يستدعي تجهم الوجه وبعضها يثير العتب وربما الغضب، ندخل عليها نفكك رموزها عقداً عقداً نسجل الدعابات والمشاغبات، وأيضاً نراقب البناء الفكري وكيف حولناه إلى مادي وأين تمت الخطوات السليمة وكم احتجنا من ارتكابات لنصل حيث وصلنا  :

إذا كنت قادراً على استحضار طفولتك منذ عمر خمس سنوات وحتى عشر سنوات ما هو حجم المشاغبات والمداعبات التي تتذكرها والحركات التي كنت تقوم بها والتأنيب الذي تعرضت له لفظياً أم جسدياً من خلال أقوى ممارسة نالت منك نتاج خطأ كبير أو كذبه بريئة، وهل كنت هادئاً أم مشاغباً وكيف كانت معيشتك ضمن أسرة وفرت لك كل الظروف أو لم توفرها ( أي غنية  أم متوسطة أم غير مكتفية )،

وحينما دخلت الصف الأول وغادرت منزلك إلى تلك المدرسة هل أحببتها وما هي الذكريات التي سجلتها عينك من لحظة خروجك من المنزل ومرورك في الطريق الاجتماعي ووصولك إليها، هل تذكر أو تتذكر تلك المدارس الثلاث المنزل والشارع والمدرسة، هل كان هناك تجانس، أم كنت تحلم بالحرية الموجودة بين المدرسة والمنزل وأنت ترى المهن الاجتماعية البسيطة تمر من خلالها بكامل ما فيها من إيجابيات وأخطاء تراها الآن؟،

وإذا كنت الآن في عمرك الزمني الذي تقرأ فيه ما بين يديك وتتفكر ماذا عنى لك الغنى والاكتفاء والفقر في ذلك العمر، ماذا منحت وماذا اشتهيت ولم تحصل عليه وبأية ألعاب لعبت؟، حاول أن تتذكر قدر ما استطعت فهذه الذاكرة مهمة جداً بكونها أسست محاور حياتك القادمة .

من سن العاشرة وحتى العشرين وما مررت به من بلوغ ومراهقة، وهل كنت تعي ما تفعل من عادات وممارسات، وهل كنت مدركاً أم كنت تتعرض للتأنيب والتنبيه والتوجيه، أم كنت تؤنب نفسك وتعدها بأن لا تكرر ما فعلت بعد انتهائك من الاستمتاع بأي عادة تملكت منك وحولتها إلى سرية واستحضرت لها الخيال والتخيل لما مر في طريقك من مشاهدات جوار أو أقارب أو غرباء؛

بحيث لا يمكن لك أن تحقق المتعة دون خيال وصور مهما كنت وكيفما كنت وأينما كنت وأي شخص كنت، وهل كنت تضحك عندما تتذكر ماذا كنت تفعل وماذا كنت تتخيل، وهل كان الضمير يحضر وتلعن من خلاله شيطانك، وهل تشكلت لديك المعتقدات التي هيأت لك مكنونات الثواب والعقاب وفلسفة الحساب، وكيف كنت تهرب من بين كلماتها المتواجدة على سطور المعرفة؟،

حاول أن تتذكر أنك أحببت بالطاقة الجنسية وجريت خلف الصبايا، والصبايا غمزن من باب الجري وراء الشباب، هل قرأت واستمتعت فأحببت القراءة وهل كتبت مذكرات فيها من الخواطر الشعرية والكلمات الأدبية البدائية؛ والتي سكنت عقلك نتاج تخيلك أنك أحببتَ فتاة أو أحببتِ شاباً من خلال التشوق الجنسي القادم مع سن البلوغ وسني المراهقة، ودونت ذاكرة الفقر ومراقبة الغنى وحلمت بأن تكون غنياً لتستوعب آلياته وتنظر من خلالها إلى الفقر فتساعده بكونك مررت به،
هل جذبك معتقد غير ما أنت عليه وسرت مكرهاً إليه، وبعد ذلك تفكرت بالذي حملته دون إرادة منك بحكم الانتساب إلى الأسرة والمجتمع لتسجل ضمن معتقداتهم، هل كونت علاقات اجتماعية صداقات ورفاق وزملاء، ماذا بقي منهم في يومك هذا الذي تطّلع به على فكرك العاري أمامك، وبماذا حلمت في ذلك العمر، وهل وصلت إليه وأنت تقرأ هذه الكلمات أم مازلت تبحث عنه أم توقفت واستسلمت لقدرك بحيث أنك لم تعد قادراً على تحقيقه فاكتفيت بالنظر إليه؟.

– كيف تصرفت من سن العشرين وحتى الثلاثيين، هل امتلكت فهم الحياة من حيث وصلت في مرحلة التعلم ودخلت إلى سوق العمل مبكراً، هل تعلمت وامتلكت تحصيلاً علمياً وحصلت على عمل، هل دخلت الجيش أو أديت واجباتك الوطنية، هل تعلمت مهنة وخضت تجاربها أي ألف بائها وامتلكت منها الطموح لتغدو معلماً مهنياً؟ حاول أن تتذكر البدايات في كل الاتجاهات المهنية والعلمية كما أنه عليك أن تحاول الاعتراف إن فشلت هنا أو هناك .

لماذا أنت مستسلم؟ لا ينبغي عليك أن تستسلم تزوجت طبعاً وأنجبت، ما هي علاقتك مع زوجتك وهل زواجك ناجح من خلال التصالح والتصارح وإيمانك بأن التكوين الأسري ضرورة حتمية من أجل الالتفات إلى التكوين الاجتماعي الحياتي الذي به أسباب وجودك ووصلك وتواصلك،

هل كان لك رأي في اختيار زوجك هل أحببتها وأحبتك وآمنت بها لتعطيها كامل المشاعر الزوجية والواجبات التي تطالب بالسعادة للطرفين كي يكون اللقاء تكوينياً أولاً، حيث يحقق الراحة والأمان الجنسي ويعمل على إفراغه من الفكر كي يتجه الطرفان إلى الجني والبناء، أم كان الاعتبار الأولي دون وعي لفلسفة التكوين الأسري التي تحمل المسؤوليات الجسام؛ والتي إن لم يفهم معانيها الإنسان يتجه إلى خروج الجمل الحياتية الناظمة والمنظمة للمسيرة الإنسانية فيعيش في دوامة التعب المرافق له عبر حياته، بشكل أدق هل وفقت في زواجك أم أنه كان عالة عليك؟ ،

بالتأكيد أنجبت بنين وتفكرت بأنك أنت الذي أنجبتهم وأنك مسؤول عنهم، وعليك يقع عاتق تربيتهم وتنميتهم وتعليمهم، ومطلوب منك أن تكون جسراً بين ضفتي نهر جارف ليمروا من خلالك وخلال ضمانات أسوارك بأمان دون خوف، يحملون الطمأنينة منك مؤمنين بأنه لا منة لك ولا فضل، وإنما واجبك بحكم إنجابهم رعايتهم وإيصالهم، فإن أحسنت فلن ينكسر الجسر وستعيد كبرياءك وشموخك بشموخهم ووصولهم إلى شاطئ الأمان الواقع على الضفة الأخرى،

وعليه يترتب أن تحسن تربيتهم كي يحسنوا معاملتهم لك، وليتعلموا مما علمتهم علم التواصل الأسري والاحترام للتكوين بغاية استمرار التواصل الإنساني في مسيرة البناء التي وجدت من أجل الإنسان بجزأيه الذكر والأنثى المنفصلين في الصورة والمتحدين في الجوهر، هي قضية إيمان  بالحياة ومشاعر صادقة تجاه الفعل الحقيقي القادم من كل ذلك، كي يظهر البنيان فتحترمه ليحترمك. لهذا أصل معك ومعي ومعه إلى سن الأربعين الذي به ندخل جميعنا إليه وأقول :

المفترض أن يكون سن النبوءة، أي سن الرجولة والمقدرة على فهم واستيعاب العقود الثلاثة، حيث عاشت بها المغامرة بكل أشكالها الدينية والجنسية والاجتماعية والاقتصادية وظهرت فيها عناصر البناء الإيجابي وأبعاده التي تأسست بغاية إتمامها في هذا العقد من العمر،

وأيضاً الذي يحمل الجهل والتحول الجنسي إلى شهوات فائضة قد تسبب الفضائح من خلال الممارسات المرتكبة فيها، وهو سن إخفاء كل ما مضى من عبث ولعب ومجون، والمفترض فيه اكتمال العقل وتحول النظر إلى بصر والبصر إلى بصيرة  و به تتسع زوايا الرؤية وتتباطأ الخطا، فلاعب الكرة في العشرينات يعدو عشرات الكيلومترات، وفي الثلاثينات آلاف الأمتار، وفي الأربعينات مئات الأمتار، وفي الخمسينات عشرات الأمتار، وفي الستينات يحمل مقعداً نقالاً يرتاح إليه كلما خطا بعض الخطوات .

نعم، أعود إلى قضية المشاعر وما اكتمل من العقل الذي به يطل الإنسان، إما لتعزيز عقله فيظهر به رجلاً فيه مواصفات الرجال، وإما يتنقل بين العقل والجهل ليحمل سمات عدم الثبات، حيث تنعدم نقطة الارتكاز ويضيع في متاهات اختيار المسارات النهائية؛ لأنه ما زالت لديه مساحة من القوة والأمل يستطيع بهما العمل والفرصة متاحة بقدر؛ بكونه قادراً على الفعل والإنجاز من بقايا قوة الشباب،

فالرجولة عقل وحكمة ودراية لما جرى ومرَّ في حياة العقود الثلاثة الماضية من تخبطات وتقلبات وانتقالات ولعب على الحبال وحب وكراهية وتملك وافتقاد وغيره، حيث في هذا العمر يزداد الوزن الثقلي ويتجه إلى تحسس مواقع أقدامه قبل نقل الخطا، وبه يتحول إلى شخص حسابي، فإن لم ينجز تكويناً لن ينجز؛ بكونه فقد المقدرة على الخيار والاختيار واستسلم لما هو عليه من حال، وآمن بقدر الأقدار في اعتقاد أنه سيُرفض بحكم مرور الزمن عليه وفقدان السيطرة على كمال الأشياء دون نفسه؛

فهو الذي يقودها ضمن مسارات الرياح التي إن قادته إلى ما لا يحمد عقباه وإن قادها امتلكها، فكان انتقاله إلى العقل الخامس عقد قوة الرجولة التي تكمن بها الشهامة والاعتزاز والتدقيق في ما أنجز، فإذا كان من أهل الإنجاز أعاد تفقد إنجازه برؤى الإبداع ودخل عالمه من بابه الواسع الذي يصنفه ضمن مراتب الأقوياء الفاعلين في مسيرة الحياة، وبمعنى أدق :إن الحكمة التي علت رأسه بعد أن تملكت به قوة العقل أظهرت جماله الفكري؛ ضمن الحاضنة الروحية ومسيره الهادئ الجميل، بذلك يشير إليه الآخرون بأنه رجل حكمة يُستند إليه ويعتمد عليه .

إنه العقد الخامس، تسكن به الفرصة الأخيرة من فرص الحضور الإنساني التي منحت له على شكل مساعدات خفية غير المعرفة، ولا يكمن بها تعريف، فقط يشعر صاحبها بأن فرصاً كثيرة غيبية ساعدته، فإذا اعترف لداخله الروحي وشكر استفاد كثيراً ،حيث له من الفرص القادمة أيضاً الكثير، أما إن تنكر وجحد استُلبت منه كامل الفرص التي مُنحت له ليدخل أرذل العمر سعيداً أو شقياً،

ومنه نصل إلى أن هذا العقد من العمر يتشابه مع عقد المراهقة في اختيار المسار النهائي، فإذا بدأ بذلك العقد باصراً وتفهم حقيقية تكوينه وصل إلى هذا العقد على شكل فنان يرمم ما بنى من خبرة تراكمية هائلة، مَثله  كمثل الذي يرمم لوحة فنية أثرية بتخصص نادر حيث يرى ما لا يراه  أحد آخر مصلحاً ما قد بدأه في زمنه الأول وباحثاً عن نقاط الخلل الصغيرة التي تشكلت كنوافذ أو ثقوب تدخل منها رياح التعب والخطأ والخطيئة يصلحها مرمماً إياها كي لا تخلط أوراق العمر، وهو ينتقل إلى كهولته المتبقية من عمره الذي تناقص منذ لحظات ولُوجه إلى هذه الدنيا التي بها دنياه،

وعليه يتطور حبه حتى يصل طفولته الأولى وهو يتناقص فيحزن من أي فعل سلبي ويفرح لحبة سكر تثلج قلبه وعقله، يتقدم بشكره البصري لمانحه إياها متمتعاً بضحكة براءة الأطفال حين تقدم لهم الحسنة لا يعرفون الشكل بل يضحكون ويهربون .

لن أكتب عن العقد السادس ولن أدخل متاهاته وحوارياته، بل سأذكر شيئاً قليلاً عنه وهو أنه يملؤك بالذكريات التي ستتحدث بها كلما التقيت أحداً ما من أصدقائك أو أبنائك أو أحفادك لتطلعه على ما مرَّ معك وما أنجزت، تروي لهم أحداث حياتك التي مررت بها، بالتأكيد لن نروي إلا المفرح والإنجاز والبطولات  والاجتهادات والتعب الذي رسم على الجبين تجاعيده وفي الوجه أخاديده وأظهر عروق اليدين المنتفخة بالدماء المتعبة من لحظات الولوج إلى اللحظات التي تنتظر أيضاً الولوج إلى الانتقال،

هي رحلة مصارحة بين العقل والقلب تستمع الذات الساكنة في ذاك الجسد المادي المهم جداً للإنجاز، وبدون كل ذلك تضعف الرؤية ويصعب البناء، دائماً أنصح بمحاكاة الفكر وتعريته بينك وبين قلبك، فتتصالح وتظهر ذاتك رقيقة خفيفة تعطي للآخر الأمان وتنشر من حبها الاطمئنان .

د.نبيل طعمة

شاهد أيضاً

استيراد الحلول

تحتاجها الأزمات، ليس فقط الطارئة والمفتعلة وإنما المبرمجة كأهداف استراتيجية مغناطيسياً؛ لكن جميعها مرصدة، وجاهزة …