التغيير: حديث الأربعاء الاقتصادي

بقلم الدكتور “عامر خربوطلي”

مفهوم التغيير هو عملية تحويل من واقع حالي إلى واقع آخر منشود ومرغوب الوصول إليه خلال فترة زمنية محددة وبأساليب وطرق جديدة لتحقيق أهداف واضحة.

لماذا نخاف التغيير؟؟ وما المصلحة من الإصرار على إتباع الطرق التقليديةالمعروفة النتائج؟
وهل التغيير يمكن أن يؤدي إلى الفشل؟ أم أن التغيير هو السبيل الوحيد للانعتاق من القوالب الجامدة وبالتالي تحقيق النجاح في النهاية؟

إنها أسئلة تشغل بال الكثيرين من الخبراء والمختصين وأصحاب القرار ورواد الأعمال والمبادرين والقائمة تطول…
التغيير بحد ذاته إذا لم يكن موجهاً ومستهدفاً وواضحاً وإيجابياً فلا يعني إنه وصفة كاملة للنجاح، فالتغيير يعني التحول لنمط جديد من الفكر والإدارة والإرادة لتحقيق أمر مختلف تماماً عن السابق ولاحقاً لإحداث اختراق معني وهنا نتحدث عن الاختراق الاقتصادي.

التغيير الاقتصادي عبارة عن برنامج كامل للتحول من اقتصاد ضعيف غير تنافسي يعاني من صعوبات ومشاكل عميقة إلى اقتصاد منفتح وقوي يعتمد الكفاءة والأفكار غير التقليدية و السياسات الجريئة والبرامج الجديدة غير المطبقة سابقاً لإحداث اختراق واضح لكسر الحلقة المفرغة من انخفاض الدخل و انخفاض الاستثمار و انخفاض الاستهلاك.

في التغير لا يمكن استخدام نفس الطرق السابقة وتوقع حدوث نتائج مختلفة فقط عبر تكرار المحاولة.

في التغيير لابد من الاستفادة من جميع الأفكار والرؤى الجديدة للمشكلات المستعصية.

في التغيير قد يكون للتشريعات الاقتصادية أثر كبير على النتائج وفي التغيير قد يكون للأفراد أثر كبير أيضاً.

التغيير هو عقلية ونهج ومسار طويل معتمد على استخلاص النتائج من التجارب السابقة وعدم تكرار ما ثبت فشله ولو كان هو الخيار الوحيد، فالاختراق هو إحداث تغيير نوعي في النمو الاقتصادي والتنمية يعتمد على آليات جديدة ومحركات مبتكرة وتشريعات مشجعة وتضامنية للعمل الاقتصادي وأساليب غير مسبوقة في معالجة المشاكل وتحويلها إلى فرص اقتصادية جديدة.

 

من سلسلة حديث الأربعاء الاقتصادي /235/ – العيادة الاقتصادية السورية

شاهد أيضاً

الأونروا: مساعي حل الوكالة تقوض قيام دولة فلسطين

شام تايمز – متابعة أكد “فيليب لازاريني” المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، …